الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجراء عملية تكبير الثدي هل هي حرام أم حلال؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكر كل القائمين على هذا الموقع.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، عندي مشكلة، وهي أنني أعاني من صغر حجم الثدي جداً، بحيث يكاد يكون معدوما، فهو لم ينمُ بطريقة طبيعية، ولكني حاولت علاجها، فذهبت إلى طبيب، وأعطاني الأدوية التي تساعد على تكبير حجم الثدي لمدة سنة تقريباً، منها: الدكتون، وزانتاك، وريسبيردال، وبايرورين، وغيرهم من الأدوية التي من أعراضها الجانبية تكبير حجم الثدي، ولكن بعد علاج طويل قال لي الدكتور بأنه لا يوجد حل في حالتك إلا الجراحة التجميلية، فذهبت إلى طبيبة أخرى، فقالت لي: بأنه ليس هناك علاج لي، لأنه ليس لدي أنسجة في الثدي، ونموه وحجمه غير طبيعي، ولا يوجد حل إلا الجراحة التجميلية.

وقد تقدم لخطبتي أكثر من عريس، ولكنني رفضتهم لهذه المشكلة، فلا يوجد لدي إلا حلان:
الحل الأول: وهو ألا أتزوج وأرضي بالواقع، لأنني لا أستطيع أن أظلم الشخص الذي سوف أتزوجه بسبب هذه المشكلة، أو أتزوج شخصا يشعر بهذا النقص فينظر لغيري، وحتى لو تزوجت فإني أخاف أن يتسبب هذا في فضيحة لي، فأنا قرأت علي موقعكم أن هناك فتاة طلقت لهذا السبب، وزوجها تحدث عن علتها أمام الناس.

الحل الثاني: هو أن أقوم بعمل العملية، إما زراعة سليكون، أو سحب الدهون ثم حقنها، وبعدها أوافق على الخطبة، وفي هذه الحالة أريد أن أعرف هل هذا حلال أم حرام؟ وفيما لو قمت بإجراء العملية هل لابد من إخبار خطيبي أولا أم لا؟ فأنا أخاف أن يعلم الناس بسري ويتسبب لي في فضيحة تدمر نفسيتي!

أرجو الرد بسرعة، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

والحقيقة هي أن الأدوية التي تناولتها لا تسبب زيادة في حجم الثدي، وإن حدث مثل هذا الشيء؛ فإنه سيكون بشكل قليل ومؤقت وسيزول بمجرد إيقاف هذه الأدوية، وليس من المنطق تناول هذه الأدوية لهذه الهدف؛ لأن لهذه الأدوية أعراضا جانبية أخرى ضارة، والأصل في إعطاء أي دواء هو أن تكون الفائدة المرجوة منه أكبر بكثير من الضرر المتوقع.

ومن السهل تحديد هل هنالك ضمور في برعم أو نسيج وغدد الثدي أم لا، وذلك عن طريق الفحص والتصوير، فإن لم تكن الحالة عبارة عن ضمور لبرعم أو غدد الثدي، وكانت الدورة عندك منتظمة، وتمت مراحل البلوغ في وقتها المعتاد، فإن الحالة عندك ستكون ناتجة عن عوامل وراثية حتما، ويفيد التذكير هنا بأن الوراثة في حجم الثدي لا تأتي من جهة الأم فقط بل من جهة الأب أيضا، وكذلك من بقية أفراد شجرة العائلة، وهذا عامل يصعب التحكم فيه.

على كل حال، سواء كان صغر الثدي ناتجا عن ضمور برعم الثدي وغيابه، أو كان ناتجا عن صغر الثدي بدون ضمور، فهنا غدد الحليب ستكون طبيعية تماما، ووظيفة الإرضاع لا تتأثر، فإن الحل الوحيد المجدي الذي بين أيدينا لغاية الآن هو العملية التجميلية، عن طريق زرع حشوات في الثدي، وهي عملية أصبحت رائجة جدا وسهلة، وهي لا تؤثر على وظيفة الإرضاع مستقبلا -بإذن الله تعالى-، وهذا فقط في حال كانت الحالة هي عبارة صغر في الثدي بدون ضمور، أي غياب لغدد الثدي.

نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

من الناحية الشرعية عمليات التجميل جائزة إذا كانت لإزالة عيوب خارجة عن المعتاد، والذي فهمناه من الاستشارة أن صغر الثدي لدى البنت السائلة قد بلغ مرتبة العيب، ومن ثم لا حرج عليها في إجراء هذه العملية، ولا يلزم إخبار الخاطب بإجرائها لهذه العملية؛ لأن هذا ليس من العيوب التي تثبت الخيار -أي خيار فسخ النكاح-، ولا هو من العيوب التي توجب النفرة بين الزوجين، ومن ثم لا حاجة للتعرض لذكره، ولا حرج في عدم إخبار الخاطب به.

نسأل الله تعالى لك التوفيق لكل خير، وأن يرزقك الرزق الحسن ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً