الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضيق وأحلم بالجن وأعاني من آلام، هل هو عين أم سحر أم مس؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 34 سنة، وكلما تقدم شخص لخطبتي فإنه يذهب ولا يعود، وعندما تم عقد قراني أصابتني حالة من البكاء الشديد، وعدم الرغبة في الأكل، وكنت أرى خطيبي وكأنه شيطان.

وأشعر دائما بضيق، وألم أسفل الظهر والرحم، وأعاني من القولون، وأحلم كثيرا بالجن والكوابيس، وأعاني من وسواس الخوف من الموت، وتأتيني أفكار سوداء، وأشعر بكسل في أداء العبادات، وأحس أن أحدا يراقبني.

ذهبت لعدة رقاة، حيث أنني أشعر بنوم ونعاس وتعب كلما قرأت سورة البقرة، البعض قال: إنه عين مع مس، والبعض الآخر قال: سحر، فأرجو المساعدة، أريد حلا وعلاجا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين وظلم الظالمين.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فالذي يبدو منها فعلاً أنه قد حدث لك شيء من هذا القبيل الذي ورد في رسالتك، فقد يكون عينًا، والعين عادةً تكون مع المسِّ؛ لأن العين يتبعه شيطان – كما ورد في الحديث – وقد يكون سحرًا، وهذه الأعراض حقيقة تدل على أن هناك سحرًا، ولذلك أقول:
لا علاج لك – بارك الله فيك – إلا في الرقية الشرعية، فإذا كنت ذهبت إلى بعض المشايخ فأرجو أن تذهبي إليهم مرة أخرى وإلى غيرهم، وأن تستمري في عملية العلاج حتى يُعافيك الله تعالى، لأن مثل هذه الأعراض لا علاج لها إلا في الرقية الشرعية.

إذا كنت تستطيعين رقية نفسك فلا تذهبي إلى أحد، وحاولي أن تقومي برقية نفسك بنفسك، حتى يصرف الله عنك السوء.

أحيانًا قد تحتاج بعض الحالات إلى فترة طويلة من الزمن، كمثل حالات الطب العادي، فبعض الأمراض تحتاج إلى فترة طويلة مثلاً لتناول العلاج، وبعضها تحتاج إلى شيءٍ بسيط.

ولذلك أقول: أنت تحتاجين – بارك الله فيك – إلى فترة، فلا تتعجلي هذا العلاج، ولا تتعجلي النتيجة، وإنما عليك بالاستمرار في الرقية الشرعية، وتستطيعين أن تستمعي أيضًا إلى الرقية الشرعية على مدار الساعة، فهناك رقية شرعية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – جيدةٌ جدًّا، تستطيعين الاستماع إليها في البيت، بعضها طويل يصل لتسع ساعات ونصف، وبهذا التكثيف إن شاء الله تعالى سوف تتحسَّن حالتك.

أنت تحتاجين إلى رقية مُكثفة، بعض الرقاة يرقي فترة بسيطة ولذلك الحالة لا تتحسَّن، ولكن أنت تحتاجين إلى رقية طويلة، والرقية الطويلة هذه إمَّا أن يقوم بها أحد الرقاة – وهذا ممكن – وإذا لم يتمكن أحد الرقاة من الرقية الطويلة فعليك بأن تُعيدي رقية نفسك بنفسك عندما تخرجين من عند الراقي، وكذلك تستمعين إلى الرقية، وتشربين ماءً مقروءًا عليه، وتدهنين جسدك بزيتٍ مقروء عليه، والأكل الذي تأكلينه كله حاولي أن تجعلي كله بالرقية، والدعاء والإلحاح على الله تعالى مهم جدًّا أيضًا في العلاج، وأبشري بفرج من الله قريب، ولن يُضيعك الله تعالى، ولكن أحسني الظن به، وأكثري من الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – وبإذن الله تعالى سوف تتحسَّن حالتك في القريب، وأسأل الله أن يجمعك بزوجك على خير، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً