الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شاباً وعدني بالزواج ثم خذلني من أجل رأي أهله وحالات الطلاق التي وقعت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على شاب ذي خلق ودين منذ سنتين، في بداية حديثنا استخرنا الله، إن كان إحدنا يناسب الآخر، استيقظنا صباحاً ونحن في غاية السعادة، واتفقنا على موعد الخطبة، حتى أنهي دراستي الجامعية، وحتى يستعد وينهي بيته.

أتى الموعد وطلبني بالفعل، لكن أهله رفضوني لأنهم يريدون بنت بيضاء، بحجة أنهم يسعون أن تكون حفيداتهم على قدر من الجمال والحظ الكبير في المستقبل، فصرنا نستخير كل يوم، لكي يعطينا الله الحل، تارة يوشك والده على القبول، وتارة يرفض لأن زوجته تقنعه برأيها، مر شهر كامل وبعد أسبوع سمع الشاب عن حالتين طلاق وكان زواجهم عن حب، فاعتبرها إشارة من الاستخارة، وهي تخبره بأننا لسنا لبعض، وأننا سوف نتطلق مثل القصص التي سمعها، فأنهى كل شيء لاعتقاده بانه قد سمع اختيار الله ولا يريد أن يتجاوزه، علماً بأننا نفهم بعضنا كثيراً، ولم نتعرض لأي خلافات سابقة، وها هو الآن لا يريد السعي والمحاولة لإقناع أهله؛ بسبب اعتقاده الخاطئ.

مع العلم بأنه في الفترة نفسها كان هناك حالات زواج عن حب، ولكنه لم يأخذ إلا الطلاق، سؤالي هل سماعه لحالات الطلاق هي إشارة من الاستخارة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.

ما رآه وما حصل ليس له علاقة بالاستخارة، والاستخارة هى طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ومكانها عندما تحصل الحيرة ويلتبس الأمر، وعلى كل حال نحن لا ننصح بانتظار من ليس عنده دافعية، ومن قراره ليس بيده، ونؤكد أن الفرق في اللون ليس مبرراً لإنهاء العلاقة، كما أن التلاقي بالأرواح وليس بالأجساد، وننصحك بصرف النظر، والتوجه إلى من بيده الخير، وإذا كان في الأمر خير فسوف يأتيك الله به.

ولا شك أن قرار إنهاء العلاقة ليس بالسهل، ولكن الأصعب هو انتظار من يتملص من التزاماته، ويغير رأيه من أجل الآخرين، ويخشى على من يفكر بهذه الطريقة أن لا يجد في أطفاله أو أحفاده ما يريد.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة لأهله، ونتمنى أن تشغلي نفسك بالطاعات، واغتنمي شهر الصوم، واتركي الخيارات مفتوحة، وعليك بقطع أي تواصل، وعلى من يريدك أن يطرق الأبواب، ويقابل أهلك الأحباب، واعلمي أن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، وسوف يأتيك ما قدره لك القدير، فأدخلي نفسك في صحبة الصالحات، وتقربي لرب الأرض والسموات، واعلمي أن لكل واحدة منهن ابنا أو أخا أو محرما يبحث عن أمثالك، وأظهري بينهن ما وهبك الله من ذوق ودلال، وافعلي الخير، وابحثي عن خير الأقوال والأفعال، واصعدي بنفسك في سلم الكمال.

لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار، ونشرف بمساعدتك في اتخاذ القرار، ونسأل الله لك السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً