الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطفل المتواكل واختلاق الوقائع لبيان كفاءته

السؤال

لدي ابن يبلغ من العمر 5 سنوات، ولقد انضم هذا العام إلى الروضة، وهو ـ والحمد لله ـ تعود جو المدرسة، والذهاب وحده، لكن تكمن المشكلة في أقرانه، فإنهم يؤذونه، ويسلبونه أشياءه وهداياه من المدرسة، وعندما بدأت أخبره بأن ينتبه لأشيائه، أخذ يغوص في عالم الخيال بقصص ليس له بها علاقة! وذلك بأنه اليوم أتى فلان ليأخذ منه شيئاً، وأنه وكزه، وضربه، وأنه اليوم لم يسمح لفلان بأخذ شيء من عنده!

علماً بأنه هو طبيعته لا يكذب البتة، حتى عندما يخطئ عندي في البيت وعلم بالعقاب الذي يترتب على الخطأ، فإنه لا يكذب البتة، ويعترف بدون تردد! وعندما أعلم بموقف ما حصل له ـ مثلاً ـ أن يهدى تاج من المدرسة، ويأخذه منه أحد ـ فعندما أساله عنه، يجيبني إجابات كثيرة، فتارة يخبرني بأنه لا يريده، ورماه! وتارة يقول: إنني أعطيته لصديقي؛ لأنني لا أريده! وتارة يقول وأنا نائم أخذه أحد الطلاب، وهو لا يعجبني، ولا أريده! مع أنني متأكدة أنه يريده، لكن سلب منه، ولا يستطيع أخذه؛ بسبب الخوف من الأطفال!
علماً أنه يضرب إخوته الصغار في المنزل، ولا يبالي! فلذا أرجو إفادتي بأسلوب أتعامل معه به لأحل المشكلة قبل أن تستفحل، ويستمر على الكذب، وتضعف شخصيته أكثر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي علي، حفظك الله ورعاك! اعلم أن الطفل المتواكل غالباً ما يكون شديد الاهتمام بالأم، ولا تعتبر التواكلية مشكلة، فهي ضرورية فعلاً لحاجة الطفل إليها، وعدم استطاعته لإعالة نفسه، والطفل المتواكل يتطلب دائماً أن ينتبه الآخرون له ـ ولا سيما الكبار منهم ـ لكلماته ويستمعون إليه، ويظهر في ذلك عدم القدرة في الاعتماد على كفاءته الخاصة، وهذا قد يسبب للطفل عجزا في الدفاع عن نفسه أو التكلم عن حقوقه، سواء في المدرسة، أو مع أقرانه في الشارع، وهذا يحتاج منك إلى حكمة في التعامل مع طفلك.

واعلم ـ أخي ـ أن جل العلاجات تقوم على الوسائل التربوية السليمة والمدروسة، وأبرز هذه الوسائل:

1- تربية ولدك على قول الصدق في كل شيء.

2- خلق أجواء العطف والحنان وإبعاد جو الانتقام.
3- تعويده المحافظة على أغراضه في المدرسة وخارج المدرسة.
4- لا تصف ابنك بصفات قد تجعله يغضب ويحزن، حاول دائماً أن تعدل الخطأ بالحكمة.
5- حاول أن تسأل عن تصرفاته داخل المدرسة وتتابعها عن طريق مدرسه.
6- لا تمييز في تربية أطفالك وتفضل بينهم، عاملهم بسواء، فإن التفضيل والتمييز قد يؤدي إلى نوع من الانتقام النفسي!
وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً