الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من جفاف العيون وإمساك مصحوب بدم، فما سبب علتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة، منذ9 أشهر تناولت دواء الرواكتان (الكيراكني) لمدة 5 أشهر، وكانت الجرعات كالآتي: 5.10.10.20.20، وكان وزني حينها 48 كيلو، وعانيت حينها من جفاف شديد وزغللة في العيون، وإمساك حاد منذ أول يوم مع نزول دم -أكرمكم الله-.

والأعظم أني أعاني منذ أكثر من عامين من وسواس قهري تجاه الأمراض، وزاد بعد تناولي للدواء، حيث أرتاح لأيام ثم تعاودني نوبات هلع من الأمراض والسرطان، فعندما أقرأ مقالات عن الأمراض في النت أتوجس من أي عارض بسيط في جسمي، فأهرع إلى قراءة الأبحاث، ويصيبني بعدها مغص، ونوبات بكاء، وفقدان للشهية، مع ظهور التهابات اللوزتين والحمى بسبب الإعياء الشديد من التفكير والخوف والقلق.

أمي تعتبرني مريضة نفسية، وهي الوحيدة التي تعلم بحالي، وتقول لي بألا أتناول الكثير من الدواء حتى لا أعتل، ولا تصدق بأن أعراضه الجانبية قد تدوم.

بعد إيقافي للدواء منذ أربعة أشهر استمر الإمساك، ويكون مصحوبا بدم أحيانا، ويزول بعد شرب عدة كؤوس من الماء.

لم أصبر على عدم معرفة السبب، فقرأت أبحاثا تقول بأن الدواء يسبب ضيق الأمعاء وداء كورن والسرطان، وعدت لانطوائي القديم، لا نوم، لا شهية، مع كثرة التبول، وغيرها من الأعراض، وما زادها حدة فقداني لـ 6 كلغ في 3 أشهر رغم أني أتغذى جيدا.

طمئنوني عما يجول في رأسي من هواجس، وهل من علاج لوساوسي قبل كل شيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا أي آثار سلبية للـ (رواكتان Roaccutane) قد انتهت تمامًا، فأنت قد توقفت عنه، وهذا كلام علمي أكيد، ويجب أن تأخذي به.

الإشكالية: أنا أعتقد أن في الأصل لديك قابلية واستعداد لقلق المخاوف الوسواسي، وهذا هو الذي أدخلك في هذه الإشكالات التي تعانين منها الآن، وهي الأعراض النفسوجسدية، وأنا أتحسسُّ وأتلمَّسُ أنه لا زال لديك مخاوف حول العواقب التي قد تنتج من تناول الدواء السابق الذكر.

أنا أرى أن الأمر وسواسي فقط، وليس أكثر من ذلك، قوّي قناعاتك بأنك بخير، عيشي حياة مستقرة، مارسي تمارين رياضية لإزالة هذا الإمساك، نامي مبكرًا لأن ذلك يُحسِّنُ من معنوياتك وتركيزك، وأحسني إدارة وقتك، واحرصي على صلاتك والدعاء، هذا كله يبعث فيك طمأنينة كبيرة.

وبالنسبة للوساوس: حقّريها، ولا تهتمي بها أبدًا.

وبالنسبة لنقص الوزن: أرى من الضروري أن تذهبي وتقابلي الطبيبة؛ فربما يكون القلق وشيء من الاكتئاب البسيط المصاحب للمخاوف والوساوس قد أدى إلى نقصان الوزن، لكن من الأفضل أن تذهبي للطبيبة في الرعاية الصحية الأولية، وسوف تقوم بفحصك –إن شاء الله تعالى–، وإن لزم الأمر سوف تُعطيك الدواء اللازم، وحتى إن تطلب الأمر تناول دواء بسيط لإزالة قلق المخاوف الوسواسي فلا بأس في ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً