الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يخيل لي أني أؤذي أحدا لدرجة لا أستطيع فيها النظر ليداي، ما هي مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته

دكتور محمد عبد العليم أتمنى تكون بخير، ونشكركم على هذا الموقع والمتنفس.

أرجوك دكتور أحتاج مساعدتك في تشخيص حالتي، أعاني من وساوس ترعبني ولا أعرف كيف أفسر الذي يحصل لي، لا أعرف هل هذه وساوس شيطانية أو الوسواس القهري؟ لأنه خلال بحثي عن هذا المرض وجدت أن هناك فرقا، والوسواس الذي أعاني منه هو أني أتخيل أني أؤذي أحدا، يعني تخيلات لا معقولة وسخيفة، لأوضح لك:

أتخيل مثلا أني أقوم بقتل أطفالي، ويزداد هذا التفكير كلما شاهدت أو سمعت أحدا فعل هذا الشيء، أو أثناء مشاهدة جرائم من خلال الأخبار، يزداد القلق والخوف لدي، هذه الأفكار تخيفني وأحس بالذنب، مع العلم أني لست متزوجة.

وما زاد من مشكلتي أن موعد زواجي قريب وأنا خائفة ولا أعرف ماذا أفعل! أحيانا أحس أني سأجن، أصبت بهذا المرض تقريبا قبل 4 سنوات، لا أعرف ما السبب، لكن أتذكر أني مررت بفترة عصبية، لا أعرف هل هذا سبب مرضي؟ ولكن رحمة ربي كبيرة وأحمده وأشكره، كنت أتداوى بالقرآن واستشرت طبيبا نفسيا، لا أتذكر الدواء الذي وصفه، المهم تناولت الدواء مدة شهر وتركته، وتعافيت بحكم أني اشتغلت، تناسيت الأمر كله، والآن رجعت أعاني من ذات المشكلة، وأخاف لدرجة لا تتصور، هذه الأفكار ترعبني، أحس كأن هناك شيئا يقول: افعلي كذا وكذا، كما في بداية هذا المرض كنت أخاف من يداي ويخيل لي أشياء مخيفة، وكنت لا أستطيع أن أنظر إلى المرآة، وهذه الأعراض تراجعت، مع العلم أني أصلي وأرقي نفسي من خلال برامج الرقية الشرعية بالنت.

ما مشكلتي بالضبط؟ وهل يوجد دواء لحالتي؟ وما الدواء الذي تنصحني به؟

أرجوك دكتور ساعدني، الله يجعلها في ميزان حسناتك، أرجو أن ينال طلبي اهتمامك فأنا أحتاج نصيحتك، شكرا جزيلا، في انتظار ردّك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Najia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أنا بخير والحمد لله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يتقبل الطاعات، وكل عامٍ وأنتم بخير.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك - أقول لك وبصورة قطعية – هي وساوس قهرية، ولا أعتقد أبدًا أنها وساوس شيطانية، لكن قطعًا العلاج يجب أن يكون علاجًا متكاملاً، أن يُكثر الإنسان من الاستغفار، أن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وسلوكيًا: هذه الوساوس يجب أن تُحقَّر ولا تُناقش، وتتوقفي عن أي نوع من الحوار الوسواسي، وتصرفي انتباهك عنها تمامًا، والجزئية المهمة في العلاج هي العلاج الدوائي، لأن هذا النوع من الوساوس بالفعل صاحبه يستفيد كثيرًا من العلاج الدوائي، وأنت أعتقد لديك تجربة إيجابية مع الدواء وإن كانت قصيرة.

إذًا حالتك بالضبط هي وسواس قهري.

هل يوجد دواء لحالتك؟ نعم يوجد دواء، ومن أفضل الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، كما أن (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) يعتبر دواء ممتازًا ورائعًا لعلاج هذه الحالة، وكذلك عقار (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) أيضًا نعتبره من الأدوية التي تُعالج مثل حالتك.

إذا كان اختيارك هو البروزاك فابدئي بكبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، يفضل تناوله بعد الأكل، وبعد شهرٍ اجعليها كبسولتين يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، ثم اجعليها كبسولة واحدة يوميًا لمدة عامٍ، وهذه هي فترة العلاج الوقائي، وأؤكد لك مرة أخرى أنها ليست فترة طويلة.

بعد انقضاء العام اجعلي الجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم كبسولة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا النوع من الوساوس، أن تكون الجرعة العلاجية جرعة صحيحة، وأن يكون الدواء سليمًا، وأن تكون المدة طويلة نسبيًا.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً