الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مررت بحالة فشل عاطفية فأصبت باكتئاب!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من اكتئابٍ وتقلبٍ في المزاج، فأحياناً أشعر بأني أريد أن أبكي، وأحياناً أشعر بالضيق، وأشعر دائماً بفراغٍ كبيرٍ، وأيضاً عدم القدرة على النوم ويستمر ذلك حتى الفجر، وكل ذلك بسبب حالةٍ عاطفيةٍ مررت بها وانتهت بالفشل، ولا أستطيع التوقف عن التفكير في تلك الحالة العاطفية، وخصوصاً عند النوم.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل والكتابة إلينا.

من الواضح أنك قد مررت بتجربة صعبة، وربما ما زالت آثارها تفعل فعلها. وهكذا هي الحياة، تجارب ودروس، بعضها إيجابي وناجح، وبعضها مؤلم وغير ناجح.

كيف يمكنك الآن الاستفادة من هذه التجربة؛ بأن تستنتج بعض الدروس مما يمكن أن يفيدك في المستقبل، فحاول الاقتراب من الناس والتعرف إليهم وعدم تجنبهم، إلا أنه ليس على حساب مشاعرك وعواطفك، وهذه التجربة التي مررت بها ستقوي من عودك، وتجعلك أقوى مما أنت عليه.

وليس غريبا بعد هذه التجربة أن تشعر بالقلق أو الاكتئاب وتقلب المزاج ... ولكن كيف يمكنك تخفيف هذه المشاعر؟

تصور أن أطلب منك أن لا تفكر، أو تتخيل "حصاناً زهري اللون"! فيا ترى ماذا خطر في ذهنك إلا الحصان الزهري اللون؟!

إننا عندما نفكر بأمر أو شخص معين، ونحاول أن ننساه أو أن لا نفكر فيه، فربما لا يخطر في بالنا إلا هذا الشخص أو الشيء الذي نحاول نسيانه! ولذلك فالنصيحة أن لا تبذل جهدا كبيرا في محاولة التخلص من هذه الذكريات، لأنك ستتعلق بها أكثر وأكثر.

اصرف اهتمامك لأمور حياتك من دراسة أو عمل وغيرها، ومن صداقات وعلاقات مع أصدقائك من حولك، وما هو إلا وقت قصير وستجد نفسك وقد حررت نفسك من التعلق بهذه الذكريات، وبدأ مزاجك بالاستقرار.

احرص على القيام بالأعمال والهوايات التي تحب، واستمتع بعملك وبأوقاتك، واقترب من الله أكثر بالحرص على صلواتك بخشوع وإقبال على الله، وسوف يسمو هذا القلب وهذا الفكر {والذين آمنوا أشد حباً لله}

لا أعتقد أن تحتاج لعلاج في هذه المرحلة، ولكن إن طالت المعاناة ولم تتحسن المشاعر، فلا مانع من مراجعة طبيب نفسي، ليقوم بالتقييم الشامل والتشخيص، ومن ثم العلاج، كي لا تتراجع الأمور أكثر.

وفقك الله، وكتب لك الخير والفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • hanya mody

    اعيش هذه الحاله حاليا واصعب منكي ربنا معاكي ومعايا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً