الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة صاحبة دين وخلق ولكنها أطول مني، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب، أبحث عن زوجة مناسبة لي منذ فترة، وكنت أشترط فيها أن تكون على درجة عالية من الدين والخلق والجمال، ومستوى علمي واجتماعي يناسبني.

الحمد لله، وجدت الفتاة المناسبة، بل وأكثر مما كنت أرجو، لكن يعيبها شيء واحد فقط، وهو طول القامة، بينما طولي طبيعي جداً، في حدود 175 سم، لكن هي تفوقني طولاً بنحو 20 سم، وهذا الشيء أصبح مؤرقاً جداً بالنسبة لي.

استشرت بعض الأصدقاء ونصحوني بالابتعاد عنها، لأني لن أستطيع تكوين زواج ناجح معها، ومن الطبيعي شعور الرجل بالسيطرة والتفوق والقوامة واحتواء المرأة، وهذا يجعلني متردداً جداً ومتخوفاً من أنه سيسبب لي ضيقاً نفسياً أو إحراجاً مستقبلاً، وفي نفس الوقت لا أريد أن أفرط في هذه الفتاة.

وجهوني مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

النقص يطاردنا كبشر، رجالاً ونساءً، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وبلغ من كل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).

أرجو أن تعلم أنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك لست خالياً من العيوب، ولا تفرط في فتاة وجدت فيها أكثر مما تطلب، ولا تلتفت لكلام الأصدقاء، فالزوجة لك وليست للاستعراض الاجتماعي، كما أن فارق الطول لن يكون واضحاً، خاصة بعد أن تمتلئ زوجتك، وهذا ما يحدث غالباً للمتزوجات، استعدادات وتهيئة لمرحلة الإنجاب.

من هنا فنحن ننصحك بإكمال المشوار مع الفتاة التي وجدتها بعد طول بحث، وثق بأنك لن تجد الكاملة، فالكمال محال، وما قارب الشيء يعطى حكمه.

ثق بأن شخصية الرجل ليست في طوله أو سمنته، وإنما في ثقته في نفسه بعد ثقته وإيمانه بربه، وإن مكانته ليست بشهاداته، ولكن في حضوره المجتمعي وتواصله الناجح مع من حوله.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم بأن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن العاقل يجعل همه إرضاء الله، ولن يسلم من الناس الطويل ولا القصير، بل لم يسلم من الناس حتى صفوة الخلق، وهم الرسل.

لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، ولا تترك اختيارك الرائع وفرصتك النادرة من أجل أوهام وتخيلات، وكم هو فارغ من يريد أن يعلق على طول الأزواج والزوجات، أو يتدخل في الخصوصيات.

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ونتمنى أن لا تشعر زوجتك أنك متأثر سلباً من طولها، بل احمد الله على ما فيها من صفات وأخلاق وجمال.

سعدنا بتواصلك ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويسعدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً