الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي رجل أسمر صاحب خلق ودين.. فما قولكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة عمري 24 سنة، تقدم لخطبتي شاب أسمر اللون، يعيش في قرية، وهو على خلق ودين، والكل يمدحه، لكنني مترددة بسبب لون بشرته، فيكونون أطفالي بنفس اللون، بماذا تنصحونني؟

مترددة وخائفة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dalal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وما بالألوان تقاس الرجال، ولكن بالدين والأخلاق وطيب الفعال، ونسأل الله أن يوفقك، ويحقق لك في طاعته الآمال.

ننصحك بعدم التفريط في صاحب الدين والأخلاق، والذي فاز بمدح الناس، واعلمي أن المواصفات المذكورة نادرة جدا، والناس شهداء الله في أرضه، والغالب فيهم الانتقاص، فإذا مدح الناس شخصا فذلك يعني أنه متميز حقا، واعلمي أن السمرة في اللون لا تعد عيبا، وأن أصحاب الألوان البيضاء قد ينجبون أطفالا سمر والعكس، والأهم من ذلك أن الله لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، والمهم هو يوم القيامة "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه"، ولا يخفى على أمثالك إن الإنسان يحاسب على كسبه، وليس على لونه، لأن الألوان والأشكال هبة من الله، وما ينبغي أن يعير الإنسان بلونه أو طوله أو قصره.

ومن هنا فنحن ننصحك بالقبول به وإكمال المشوار، وتفاءلي بالخير، واعلمي أن حبك له وصدقك في معاشرته والإقبال عليه، والتفاؤل والتوجه إلى الله، كل ذلك مما يرجح مجيء الأطفال على الصفة التي تحبين، والراجح أن لونه سوف يتغير إذا جاء للمدينة، وارتاح ولم يتعرض للشمس، مع التذكير بأن المهم في الرجل بعد الدين والأخلاق هو التواصل مع الناس، وتحمل المسؤوليات، وحضور الجمع وشهود الجماعات والتجمعات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالحرص على صلاة الاستخارة؛ فإن فيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وعليك بالدعاء، ونسأل الله أن يجمع بينك وبينه على الخير، نكرر لك الشكر، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً