الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بزميلتي في العمل وأهلي غير موافقين ولا أستطيع نسيانها!

السؤال

السلام عليكم

أنا مرتبط بزميلة لي في العمل وأحبها، ونريد الزواج، وهي أكبر مني بسنتين.

أخبرت عائلتي أكثر من مرة وهم غير راضين؛ بسبب أنها أكبر مني، لا أعرف كيف أقنعهم!

نريد الزواج ولا نريد المعصية، كيف أتقدم لوحدي؟! ولقد حاولنا أن ننهي العلاقة ونبتعد عن بعضنا، ولكن لا نعرف؛ لأنها معي في العمل أراها كل يوم أمامي.

لا مجال لأن ننسى بعضنا، فما ذا أعمل؟ وكيف أكمل معها؟ وما الحل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وكم تمنينا أنك أشركت أسرتك في بداية المشوار، فإن في ذلك عوناً لك على إقناعهم والاستقرار، ونسأل الله أن يصلح الأحوال ويحقق في طاعته الآمال.

أرجو أن تعلم أن الحب الشرعي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، والعلاقة المقبولة شرعاً هي التي تبدأ بالمجيء للبيوت من أبوابها، ثم بالذهاب بأهلك لإقامة علاقة معلنة يحصل خلالها التعارف بين الأسرتين، والتقارب بين البيتين.

الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة أوسع؛ فالأهل هنا أعمام لأطفال المستقبل وعمات، وفي الطرف الآخر أخوال وخالات.

نحن ندعوك لإيقاف العلاقة حتى توضع في إطارها الشرعي، ثم عليك أن تجتهد في إقناع أهلك، واطلب مساعدة الدعاة والعقلاء والعلماء، وزد من برك لوالديك، وآمن مخاوفهم، واطلب من أخواتك أن يتعرفن على الفتاة وأسرتها، وكرر المحاولات، وأدخل أصحاب الوجاهات بعد التوجه مراراً لرب الأرض والسموات.

لا يخفى عليك أن أبرز ما في الفتاة من إيجابيات يمكن أن يغطي على فارق السن الذي هو أساس المعضلات، كما أن عنصر المفاجأة لأهلك وجهلهم بالفتاة ترك ردة الفعل التي تعاني منها اليوم.

علماً أنه ليس في الدين ما يمنع زواج الشاب بمن هي اكبر منه في سنوات العمر، وأروع النماذج في هذا الباب هو زواج النبي عليه الصلاة والسلام من أمنا خديجة رضي الله عنها.

نتمنى أن يرتفع الوعي في مجتمعاتنا، والورع وتحري الحلال عند شبابنا؛ حتى لا ندخل في الحرج، وأصل الحرج هو البعد عن روح الشريعة ومقاصدها.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونكرر دعوتنا لك بالابتعاد حتى تفوز بالموافقة من طرف أسرتك، ونقدر صعوبة مطالبتنا لك بالتوقف، ولكن لابد من ذلك، لأن العلاقة ليس لها غطاء شرعي، ولأنها علاقة قد لا تنتهي بالزواج والتواصل بل بمزيد من التعلق، ومن المتعب جداً أن تتعلق الفتاة بشاب ثم لا يحصل نصيب.

كذلك العكس بالنسبة للشاب، والتوقف دواء مر لكن فيه العافية، وأهم من ذلك أنه مطلب شرعي، وفيه إرضاء لله، وعليكم بالاستغفار من تجاوزات الماضي، فمجرد تكوين علاقة عاطفية في الخفاء يعتبر مخالفة، والإسلام يبح للشاب أن يتعرف على الفتاة عن طريق أهلها وحضور بعضهم، ومن المهم كذلك إعلام أهله.

نتمنى أن تتوقف لإعادة ترتيب الأوراق، ثم عليك أن تتقدم بطريقة صحيحة أو تتأخر لتفسح لها ولنفسك الطريق.
سعدنا بتواصلك ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً