الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضيعي يقوم بتصرفات فيها عنف وغير معتادة لمن في عمره، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابني عمره 3 شهور ونصف، والحمد لله الذي رزقنا هذا الغلام بعد طول انتظار.

من الناحية الجسدية: هو سليم، وتطوره موافق لجيله، بل ويسبق جيله قليلا، ولكن هنالك عدة إشكاليات أواجهها معه، وتجعلني محبطة جدا، وهي:

1: الملل: بحيث يمل بسرعة من أي لعبة، يمسكها دقيقتان ثم يلقيها، ولا يتقبل أن أعيدها له، وفي كثير من الأحيان لا أدري كيف أشغله في فترة استيقاظه، فهو يرفض الألعاب، ويرفض الاستلقاء، وملاعبته مستلقيا، وأحيانا يريد فقط أن يقوم بمص إصبعه بعصبية شديدة، حتى يقوم بجرح نفسه بانقباض الفك على الإصبع.

2: الضرب بعنف على السرير أو بين اليدين والغضب: فعندما يشعر بالملل، أو حين نضعه بوضعية يرفضها؛ يقوم بالركض برجليه ويديه بقوة شديدة، وبعنف، حتى يقفز معظم جسده عن السرير، ويمكن أن يكرر ذلك بتواصل لعدة دقائق حتى نقوم بحمله، وتجربة كل الوضعيات حتى نصل للوضعية المريحة له، وأنا محبطة جدا، ولا أدري كيف يمكن أن أشغله.

عندما نكون بين مجموعة من الأقارب، يكون أكثر هدوءا، ويتفاعل مع الجميع عادة، وبعدها يكون نومه عميقا أكثر، ولكننا نعيش بعيدا عن الأهل، وأكثر الأحيان لا يرى سواي، أما والده فيراه قليلا عندما يعود من العمل متأخرا في الليل، وعادة ما نكون في البيت حتى نهاية الأسبوع، لأنني لا أستطيع الخروج بمفردي معه بسبب طبيعة المدينة التي نعيش فيها، وبسبب أنني لا أملك رخصة لقيادة السيارة.

3: عدم البكاء: لا يقوم بالصراخ أو البكاء كالأطفال، وينظر بعصبية وغضب شديد، حتى أنني متفاجأة كيف يكون لطفل حديث الولادة هذا الكم المهول من الغضب؟

ولا أدري كيف يمكنني أن أتعامل مع هذا الوضع المحبط جدا جدا، فأنا أشعر بأن كل ما أقوم به سدى.

4: الرضاعة: عندما يكون جائعا لا يقوم بالبكاء، وحين يشتد به الجوع بعد 3 أو 4 ساعات ممكن أن يقوم بمص إصبعه بشدة، وعندما أحاول إطعامه يقبض على إصبعه بشدة بالفك ويبدأ بالصراخ، ويرفض الرضاعة، وأحيانا كثيرة أنتظر حتى يبدأ بالنوم لأخرج إصبعه من فمه، وفقط عندها يتقبل أن يقوم بالرضاعة وهو نائم تقريبا.

وأود أن أذكر بأنني عندما كنت حاملا به قمت بإجراء كم هائل من الفحوصات؛ بسبب أن الحمل كان يمر بمرحلة خطرة، وكنت متوترة جدا أثناء الحمل، ولا أدري ألهذا تأثير على نفسيته الآن أم لا؟ وما هي الحلول للإشكاليات المطروحة؟ وهل تصرفاته تعتبر طبيعية لجيله؟ فأكثر ما أخشاه نوبات الغضب، لأنني أخشى أن ينشأ عصبي المزاج، ولا يستطيع التحكم برغباته، أو السيطرة على نفسه وعواطفه.

أرجو التوجيه والإرشاد، وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الطفل موضع السؤال عمره ثلاثة أشهر ونصف لا يستطيع معرفة الألعاب، وكل الأشياء بالنسبة له سواء، لا فرق بين اللعبة وغيرها، والطفل في تلك المرحلة ليست لديه حسابات وتوازنات في التعامل مع الآخر، فعندما يريد شيئا، أو يتضايق من شيء، لا يجد ما يعبر به سوى البكاء.

أما مص الإصبع: فهو شيء عادي يحدث للأطفال الصغار، ولا مشكلة في ذلك.

وما تصفينه من أحداث تحدث للطفل طبيعية، وإن كان انطباعي أن بها بعض المبالغة النابعة من القلق الزائد على الطفل.

ومن خلال شكوى الأم، وما خرجت به من انطباع:
أن الأم هي التي تعاني من قلق زائد، وينعكس قلقها الزائد على الطفل، فهي تلاحظه طيلة الوقت، والأم حينما تكون حالتها هكذا يزداد إفراز بعض المواد في الحليب، وبالتالي يجعل هذا الطفل عصبي المزاج، وهو ما كانت تشير له الجدات القدامى بتجنب إرضاع الطفل حليب الغضب، أو لبن الزعل باللهجة المصرية.

ما أنصح به الأم هو:
الهدوء و الاطمئنان، وعليها برقية الطفل الرقية الشرعية، والمداومة على الدعاء مع الصلوات، وتجنب التوتر، حتى لا ينتقل ذلك للطفل، وإن شاء الله سيكون الطفل بخير وعلى ما يرام.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً