الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما نعانيه من مشاكل وأعراض بسبب السحر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة نفسية، مع العلم أني لا أعرف ما المشكلة, أحس أنها اكئتاب؛ لأنه منذ فترة جاءتني حالة تشنج بسبب الغضب، وأنا في العمل, ويمكن بسبب المشاكل التي حصلت لي, وآسف أن أحدث ببعض المشاكل، لأنني لا أعرف أتخلص منها حتى الآن.

أول مشكلة حصلت معي عن قريب, أختي خطبت، وقريبتي ساكنة بنفس البيت، عملت لنا سحرا، وأختي تعبت فترة طويلة جدا، وصرفنا فلوسا كثيرة لعلاجها، ولم توجد نتيجة إلا بإنهاء الخطوبة.

بعد المشكلة هذه أحسست أني لست رجلا! وأني لا أعرف أن آخذ حق أخواتي من التي عملت هذا, وأيضا لا أعرف محاربة شرها, ولولا إيماني بالله لكنت تعلمت السحر وقتلتها!

والمشكلة الثانية: أحس أن أحدا منهم عمل لي سحرا، ولا أقدر أنجز أي شيء, وعندي ضعف في الذاكرة شديد جدا هذه الأيام, وأيضا أحلم بكوابيس، وأستيقظ من النوم وأنا غير قادر أن آخذ نفسي، وأحس أني سأموت.

أرجو أن تنصحوني بأي علاج؛ لأن عندي اختبارات قبول بالدراسات العليا في علوم الحاسب الأسبوع القادم، ولا أعرف أن أذاكر، بالرغم أني متحمس جدا, ولكن عندما أقعد أذاكر؛ أتعقد، وأحس بتعب خصوصاً من قبل المغرب إلى ما قبل النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوعٍ، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك وعن أهلك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وظلم الظالمين، واعتداء المعتدين. كما نسأله تبارك وتعالى أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من صالحي المؤمنين، إنه جوادٌ كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي يبدو منها فعلاً أن هناك من سبَّب لكم إزعاجًا واعتداءً، وهذا الأمر مع الأسف الشديد قد ينتشر في بعض البيئات بل وفي بعض الأسر والعائلات، لذلك أرى أن علاجك -أولاً- يكون بالرقية الشرعية، وأعتقد أنكم ذهبتم إلى سحرة أو مشعوذين ولم تذهبوا إلى رُقاة شرعيين ثقاتٍ، لأن الرقية الشرعية الصحيحة -بفضل الله تعالى- تقضي على هذه الأشياء مهما عظم شأنها؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: {ولا يُفلح الساحر حيث أتى} وقال: {ما جئتم به السحر إن الله سيُبطله إن الله لا يُصلح عمل المفسدين}.

فإذًا -أخِي الكريم- أعتقد أنكم ذهبت في الطريق الخطأ، وذلك ترتَّب عليه أن الأخت فقدت خطيبها، وبالتالي استراحتْ، لأن القضية كانت متعلقة بهذا الأمر.

موضوع قريبتك، وأنها تسحر أو لا تسحر، هذه -أولاً- أنا لا أستطيع أن أجزم بها، وأرجو ألا تشغل بالك بها أصلاً، نحن في مشكلة نحتاج إلى علاج لها، فعليك -بارك الله فيك- أن تبحث عن راقٍ من الرقاة الثقات، وهم كثيرون في مصر، في الجمعيات الشرعية، وجماعة أنصار السنة المحمدية، وأنت تعرفها قطعًا، ويمكن أن تسأل الإمام، أو تسأل الإخوة، وسيدلونك على الإخوة الذين لديهم القدرة على العلاج بالرقية الشرعية البعيدة عن أي استعانة بغير الله تعالى، أو استعمالٍ لبعض الأشياء المحرمة.

فإذًا: هذا الذي أنصحك به بدايةً، وفي أقرب وقت؛ لأن وجود الكوابيس هذه، والهم الذي يُصيبك بالليل، يدل على أن هناك اعتداء مستمرا عليك، وبإذن الله تعالى هذا كله سوف ينتهي بالرقية الشرعية. فهذا الذي أنصحك به أولاً.

ثانيًا: أنصحك -بارك الله فيك- أنت وأهل بيتك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها. كذلك المحافظة على أذكار ما بعد الصلاة. كذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، خاصة التهليلات المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير) مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً، وكذلك: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، كذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، ثم بقية أنواع الأذكار الموجودة في المطويات، وأعتقد أنك تحفظ كمًّا منها، وهي موجودة على الإنترنت وفي كتيبات، وتُباع في الأسواق بدراهم معدودة.

لا بد من هذه الأشياء -بارك الله فيك- لأنها سوف تفيدك -بإذن الله تعالى- فائدة عظيمة، كذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.

إضافة إلى ذلك أوصيك بالإكثار من الصلاة على النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمن قال له: أجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله؟ قال: (إذًا تُكفى همَّك ويُغفر لك ذنبك) فكل الذي يهمُّك سوف ينتهي -بإذن الله تعالى- ببركة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أكثر من الاستغفار، وحافظ على دعاء الخروج من المنزل، ولا تنم إلا على طهارة، واجتهد أن تكون على وضوء معظم الوقت، واجتهد بأن تواصل أذكار النوم والأدعية حتى تغيب عن الوعي، بمعنى أنك تحرص على أن تنام على طهارة وأن تحافظ على أذكار النوم، ونم على الشق الأيمن، والتزم بآداب النبي في النوم -عليه صلواتُ ربي وسلامه- وسوف يصرف الله عنك ذلك كله.

الأمر قد يحتاج إلى بعض الوقت؛ لأنه مما لا شك فيه أن السحر ليس أمرًا سهلاً، ولكن في نهاية الأمر إلى زوال -بإذن الله تعالى- وانتهاء.

حاول -بارك الله فيك- أن تُطهر البيت، وبما أنصح به: الاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي موجودة عندكم في سيديهات وأشرطة، وموجودة على موقع الشيخ وغيره، خاصة الرقية الطويلة التي تصل إلى تسع ساعات ونصف، اجعلها تعمل بالليل في البيت حتى وإن لم تستمعوا لها؛ لأنها سوف تُطهر البيت، وتُوقف نشاط أي سحر جديد يتجدد لكم، وبإذن الله تعالى سوف تتحسَّن حالتكم، وتكونون جميعًا في أحسن حال، وأسأل الله لكم ذلك عاجلاً، إنه جوادٌ كريم.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً