الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضيق بعد الرقية الشرعية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، عندما أقرأ الرقية الشرعية على الماء وأشربها أشعر بضيق في صدري بعدها بقليل، وأكون في حالة جيدة قبل الامتحان، ولكنني عند الامتحانات أمرض بدون سبب، ماذا أفعل؟ وما هي مشكلتي؟ وكيف أعالجها؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساجدة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين وظلم الظالمين، إنه جوادٌ كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- من أنك تقرئين الرقية الشرعية على الماء وتشربينه، وبعد فترة بسيطة تشعرين بضيقٍ في صدرك، وكذلك أيضًا تُصابين ببعض الأمراض عند بدء الامتحانات، وتسألين: ما هو العلاج؟

العلاج هو الرقية الشرعية، لأنك كونك تشعرين بضيقٍ في صدرك بعد شُرب الماء المقروء عليه معنى ذلك أن هناك شيئاً ما زال في جسدك، وأنه يتأذى بصورةٍ أو بأخرى، إلَّا أن الماء الذي قرأتِ عليه لعلَّه ليس بنفس قوَّة هذا الاعتداء الذي تمَّ عليك، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يردّ القضاء إلَّا الدعاء)، ويقول: (ما يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء)، يعني: يحدث هناك نوع من المواجهة بين الرقية الشرعية وبين المرض الذي عندك، فإذا كانت الرقية أقوى قضتْ عليه، وإذا كان هو أقوى لم يتأثر بالرقية تأثرًا كبيرًا، وإذا كان الاثنان في مستوى واحد تظلُّ الحالة على ما هي عليه ولا يحدث فيها نوع من الحسم.

لذلك أنت تحتاجين إلى زيادة جرعة الرقية عمَّا هي عليه، إمَّا أن تقرئي أكثر، وإمَّا أن تُجربي آياتٍ أخرى، وإمَّا أن تستعيني بأحدٍ يقرأ عليك، أو أن تستمعي للرقية وقت أطول، وإمَّا أن تجتهدي في تغيير برنامج حياتك ليكون أكثر قوة من ناحية الإيمان عن الوضع الذي أنت عليه، لأن الوضع إذا استمر على ما هو عليه الآن بنفس الجهد الذي تبذلينه ستظلُّ المشكلة قائمة على ما هي عليه، ولكن نحتاج أن نزيد الجرعة في العلاج حتى يتمّ -إن شاء الله تعالى- القضاء على هذا الداء.

زيادة الجرعة -كما ذكرت- بأن تُكرري آيات الرقية، أو أن تقرئي آيات أخرى زائدة وتُضيفينها إضافة على هذه القراءة، أو أن تستعيني بعد الله -تبارك وتعالى- براقٍ من الرقاة الثقات، المعروف عنهم سلامة المعتقد وعدم مجاوزة السنة في الرقية، وأيضًا الاستماع إلى الرقية الشرعية، وأنا أنصح بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل -هذا المقرئ المصري- خاصة في الليل، من الممكن أن تجعليها تعمل بعد صلاة المغرب، لأنها ستظلُّ تعمل إلى قرب صلاة الفجر، تستمعين إليها مجرد استماع، لأنها ستنقي الجوَّ من حولك، وستُنظِّف الغلاف الجوي، وتنظف البيت، وتنظف الغرفة، وتنظف الأماكن التي يصل إليها الصوت بإذن الله تعالى.

أوصيك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وعلى أذكار ما بعد الصلوات، وأوصيك بالمحافظة كذلك على أذكار الصباح والمساء بانتظام وعدم التخلف عنها، ولا تنامي - بارك الله فيك- إلَّا على طهارة، وتُكرري أذكار النوم حتى تغيبي عن الوعي؛ لأن هذا سيقوِّيك -بإذن الله تعالى- .

عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفيك الله، واطلبي من والديك الدعاء لك كذلك أيضًا، أو من الصالحات أو الصالحين من أهلك، وعليك -بارك الله فيك- بالاجتهاد بأن تكوني على طهارة معظم الوقت، وكذلك أيضًا أن تُكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكذلك الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبشري بفرجٍ من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب هاجر

    نعم اختي انا لي نفس المشكل أسأل الله ان يشفينا شفاءا لا يغادر سقما و الله على كل شيء قدير

  • أمريكا برنية

    يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً