الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد قراءتي لموضوع حول انتحار شخص ما؛ زادت مخاوفي بأن أصبح مثله

السؤال

السلام عليكم.

كنت قد وضعت استفسارا حول القلق الاكتئابي، وكنت قد قلت إنني أخاف من مقابلة الطبيب النفسي، تشجعت وقمت بمقابلته، وقال لي: إن عندك اكتئابا مقنعا بحيث إن هذا الاكتئاب يظهر على شكل أعراض جسدية. وصرف لي (فيلاكسور 37،5) مضاد اكتئاب و(اليفيار).

بعد (10) أيام تحسنت بنسبة (50) في المائة رغم الأعراض كآلام الرأس، وغصة الحلق، ودوخة طفيفة أثناء الوقوف والمشي، لكن بعد قراءتي لموضوع حول انتحار شخص ما بسبب اضطراب عقلي، وأنه يتابع عند طبيب نفسي؛ زادت مخاوفي بأن أصبح مثله، لدرجة أني أفكر فيه دائما، خصوصا أثناء النوم؛ فأستيقظ من نومي مفزوعا.

أصبحت أخاف أن أخرج، أخاف أن أصبح مجنونا، حتى عندما أخرج؛ أخاف أن يصير لي مكروه ما، بسبب ما أحس به من دوخة طفيفة، وخدران في الأطراف، وأحس كأنني أمشي متمايلا، وأخاف أن أعصي ربي رغم صلاتي في وقتها، وتلاوتي للقرآن الكريم.

أريد أن أعيش حياتي طبيعيا وسعيدا، من فضلكم ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

سؤال أخير: ما الرياضة التي تنصحوني بها أن أمارسها، علما أنني من محبي رياضة كمال الأجسام؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ IBRAHIM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد أحسنت بأن قمت بمقابلة الطبيب، وقد أحسن الطبيب بأن قام بإعطائك الـ(إفكسر Efexor) لعلاج حالتك، والتي رآها الطبيب أنها اكتئاب مقنع، وهذا تشخيص صحيح، وأتفق معه، وهو ليس بعيدًا عن التشخيص الذي ذكرته لك سلفًا.

أيها الفاضل الكريم: لديك هذه الأعراض الجسدية، وإن شاء الله تعالى سوف تختفي تدريجيًا.

أما الأعراض النفسية التي تُهيمن عليك الآن: هي مخاوفك حين قرأت حول موضوع انتحار شخصٍ ما وذلك بسبب اضطرابه العقلي. أنا أقول لك: إن الانتحار موجود، وحقيقة ماثلة أمامنا، لكن الذين ينتحرون معظمهم لديهم أمراض قد تكون مستعصية، لديهم مشاكل في شخصياتهم، ضعف الوازع الديني، عدم المساندة الأسرية...، وهكذا، نحن -الحمد لله تعالى- في مجتمعٍ مسلمٍ متكافلٍ متكاملٍ متآزرٍ، ونعرف أن هذه الأمة -إن شاء الله تعالى- موعودة بالرحمة وبالشفاعة الكبرى، وقوله تعالى فيه البشرى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}.

فيا أيها الفاضل الكريم: ما قرأته اعتبره نوعًا من المعلومات، ولا ينطبق عليك أبدًا، ويجب ألا يكون جزءًا من حياتك الفكرية. انطلق في الحياة بصورة أكثر إيجابية، نظِّم وقتك.

أما بالنسبة للرياضة، فأي نوع من الرياضة سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك، رياضة المشي، رياضة الجري، كرة القدم كرياضة جماعية ممتازة جدًّا، وحتى رياضة كمال الأجسام إذا مارستها بصورة معقولة ووسطية فلا مانع في ذلك أبدًا.

أنا أرى أنك يمكن أن ترفع (الإفكسر) في هذه المرحلة لخمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا، على الأقل لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترجع لجرعتك الأصلية الصغيرة، وهي (سبعة وثلاثون ونصف) مليجرام، وإن أردت أن تأخذ رأي طبيب في هذا فيمكنك القيام بذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً