الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأعراض بسبب عقار لسترال؟

السؤال

السلام عليكم.

دكتور/ محمد عبد العليم: كان قد سبق أن كتبت لي علاج (لسترال) وتناولت العلاج لمدة (5) أشهر، وتحسنت جدًا جدًا -الحمد لله- بفضل الله، ثم بفضل حضرتك، وبعد الانتهاء من الجرعة تمامًا، وبعد أكثر من شهرين تناولت برشامة واحدة (50) مل، وعملت لي سوداوية في التفكير وكآبة، وتعكير مزاج جدًا إلى الآن، وخوفًا أثناء النوم، فهل هذه من الأعراض التي قد تحدث نتيجة تناول العقار؟

أرجو الرد على وجه السرعة، وعفوًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داوود حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

أنت تناولت الدواء بالصورة الصحيحة وللمدة المطلوبة، وبفضلٍ من الله تعالى كانت النتائج إيجابية جدًّا، والآن تناولك لحبة واحدة من (لسترال Lustral) لا يمكن أن تكون السبب في السوداوية التي حدثت لك في التفكير، أنا أعتقد أن السبب ربما يكون سببًا آخر، وتناول الدواء يجب أن يكون أصلاً بانتظام، يعني أن ينتقل الإنسان إلى الجرعة التمهيدية ثم إلى الجرعة العلاجية ثم جرعة الاستمرارية والتوقف التدريجي.

لكن أنا لا أعتقد أن هنالك خطأ شنيعًا قد حدث بتناولك لهذه الحبة، وما صحبها من أعراض، أعتقد أن الصدفة البحتة هي التي جمعت ما بين أعراضك وتناولك لهذه الحبة.

هذه هي الاحتمالية الأكبر، وهنالك احتمالية ضعيفة جدًّا جدًّا، وهي أن (سيرترالين Sertraline)، أو اللسترال حين تناولته بجرعة حبة واحدة وبصورة مفاجئة أدى ذلك إلى إفراز كبير في مادة الـ (سيروتونين Serotonin)، ويُعرف أن إفراز السيروتونين بحدة وشدة وتركيز شديد ربما يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوترات، هذه نظرية لكن لا أراها هي الغالبة، إنما الغالب أنه لا علاقة بين الاثنين.

المهم -أخِي الكريم- إذا أردت أن تتناول الدواء يجب أن تتناوله بالصورة المعهودة، وهي أن تبدأ بنصف حبة يوميًا لمدة أسبوع مثلاً، ثم بعد ذلك تجعلها حبة كاملة، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا قطعًا إذا استمرتْ معك هذه الأعراض واحتجت لتناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً