الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت مرتين سابقًا.. هل سيكون لي نصيب في الحمل مرة أخرى؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكايتي طويلة، ولكني أرجو الرد عليها؛ لأني في حيرة كبيرة، ولكم جزيل الشكر.

أنا متزوجة منذ سنتين ونصف، حصل لي حمل بعد الزواج مباشرة، وفي أول الشهر الثالث حدث لي إجهاض منذر، ولكن الحمل تم للنهاية، ولكن الطفل ولد مصابًا برباعي فالوت، ومات وعمره 6 شهور، وحملت مرة أخرى بعد 7 شهور من الولادة الأولى وتعرضت أيضا لإجهاض منذر في أول الشهر الثالث واستمر حتى نهاية الشهر الخامس، ولكن انفجر كيس الماء في منتصف الشهر السادس، ومكثت في المستشفى مدة شهر كامل، وتعرضت لولادة مبكرة في منتصف الشهر السابع، وكانت الولادتان قيصرية.

كنت آخذ مضادات حيوية ونسبة الـ CRB والـ ESR دائمًا عالية جدًا، ولكن لم ترتفع درجة حرارتي، وكنت أعاني من التهاب في مجرى البول أثناء الحمل، وأعاني منه أيضًا بشكل مستمر، وبعد ذلك جاءت الدورة بكمية أقل بكثير من قبل، وعرضت الأمر على دكتور قال لي: "إن الحوض مليء بالالتصاقات"، وقد كان أجرى الكشف بالموجات الصوتية فقط.

وأنا أود أن أعلم ما سبب كل ما حدث معي؟ وما العلاج؟ وهل هذا معناه أني أعاني فعلا من التصاقات؟ وهل لها حل؟ وهل سيكون لي نصيب في الحمل مرة أخرى أم لا؟ وما الإجراءات الواجب اتباعها من أجل حمل آمن دون حدوث الإجهاض المنذر والولادة المبكرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير.

على الأرجح بأن لا تكون هنالك علاقة بين ما حدث في الحمل الأول, وما حدث في الحمل الثاني, أي أن المشكلة في الحملين هي مشكلة مختلفة, ففي الحمل الأول كان سبب التهديد بالإجهاض ووفاة المولود, هو التشوه الخلقي الذي شخص له, فالحمل الذي يكون فيه تشوه خلقي أو صبغي ترتفع فيه نسبة حدوث التهديد بالإجهاض بشكل كبير جدًا.

أما في الحمل الثاني, فبما أن الجنين كان طبيعيًا, وليس فيه تشوهات خلقية, لكن حدثت له ولادة مبكرة, فالسبب على الأرجح هو حدوث التهاب في أغشية كيس الجنين أدى إلى تمزقها ونزول الماء مبكرًا, وهذا الالتهاب هو الذي قد يكون أصاب الجنين, وسبب له الوفاة, بالإضافة طبعًا إلى أن الجنين كان خديجًا.

نعم -يا ابنتي- يمكنك الحمل ثانية -وبكل تأكيد بإذن الله تعالى- لكننا نفضل أن تمر سنة على الأقل على تاريخ العملية القيصرية الأخيرة؛ حتى يكون الجرح في الرحم قد التأم جيدًا, واستعاد الرحم قوته, ويجب أن تعلمي من الآن بأن الولادة في أي حمل قادم يجب أن تكون عن طريق عملية قيصرية مجدولة مسبقًا.

وأنصحك الآن:
1- بالاهتمام بتغذيتك، والحفاظ على وزن مناسب لطولك.

2- عمل زراعة لعينة من داخل عنق الرحم؛ لمعرفة إن كان هنالك التهاب خفي ينشط في الحمل.

3- تناول مضاد حيوي يسمى (أريثروميسين عيار 500) ملغ ثلاث مرات يوميا, حتى لو لم تظهر عندك أي علامة على وجود الالتهاب.

4- عمل تصوير ظليل للرحم والأنابيب يسمى (HSG)، أو عمل تصوير تلفزيوني ثلاثي الأبعاد؛ لمعرفة طول واتساع عنق الرحم.

5- تحاليل هرمونية للغدة الدرقية، والنخامية, ولهرمون الحليب, وذلك كنوع من الاحتياط
(LH-FSH-TOTAL TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-).

6- عمل تحاليل للأجسام المناعية التي تؤهب إلى حدوث تخثر في أوعية المشيمة، وهي: (ANA-ACA-LA- PT-PTT- PROTIEN C-S).

7- عمل تحاليل لبعض الالتهابات التي قد تسبب الإجهاض، وأهمها: (TORCH) بعد مرور سنة على القيصرية, ويمكنك الحمل -إن شاء الله تعالى-, وابدئي قبلها بثلاثة أشهر بتناول حبوب الفوليك أسيد.

كل ذلك سيكون نوعا من الأخذ بالأسباب ليس إلا، ويبقى الله -عز وجل- خير الحافظين، ونسأله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً