الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حدود قدرة الجن، وما هي وسائل الوقاية من شروره؟

السؤال

السلام عليكم.
زوجي مصاب بمس من الجن، وآذى زوجي كثيراً وآذاني، وقد تحدث معي هذا المس، وأخبرني أن زوجي قتل ابنته حرقاً، ويريد أن ينتقم من زوجي بأن يزوجه، ورفض زوجي ذلك، فتلبس بزوجي وذهب وخطب له، ويقول إن لم يتم الزواج سيقتل زوجي، وإن طلبت الطلاق أيضاً سيقتل زوجي، وقال: إنه سيخرج من زوجي بعد إتمام الزواج.

هل هذا الأمر معقول، وممكن حدوثه؟ وكيف نتخلص من هذا المس؟ علماً بأن زوجي لا يملك الإمكانيات المادية للزواج.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ر ن ش ر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك وزوجك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين إلى نحورهم، وألا يُسلِّط عليكم ظالمًا ولا غاشمًا، إنه جوادٌ كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنه ممَّا لا شك فيه أن الجنَّ له قدرات، بل وقُدرات خارقة، وأن لديه قدرات لا يتصوَّرها الإنسان، إلَّا أن هذا كله متوقف على إرادة الله تعالى، فالجنّ ليست لديه القدرة أن يُخالف أوامر الله تعالى، ولا أن يُلحق الضرر بإنسانٍ دون إرادة الله عز وجل، لأن الله هو مالك هذا الكون، وهو المتصرف فيه، وهذا الذي يحدث الآن ممَّا تسمعين عنه - أو لعلَّك تُشاهدينه - من قتلٍ ودمار، كل ذلك بإرادة الله تعالى، فيستحيل أن يقع في ملك الله إلَّا ما أراد الله، فالجنّ مهما كانت قدراته ومهما كانت إمكاناته لا يستطيع أن يُلحق الضرر بأحدٍ إلَّا بإرادة الله الواحد الأحد.

وعليه: هذه المسألة ينبغي أن تعتقدي فيها اعتقادًا نهائيًا مهما قال الجن ومهما هدَّد ومهما توعَّد، فهو يبقى عبدا من عباد الله، خاضعا لسلطان الله وقدرة الله وإرادة الله، وبما أنه معتدي وظالم فإن الله تبارك وتعالى بيَّن لنا آلية ردّ اعتدائه عنَّا، وذلك بالآتي:
• المحافظة على الصلوات في أوقاتها.
• المحافظة على أذكار بعد الصلاة.
• المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وعدم التقصير فيها تحت أي ظرفٍ من الظروف.
• الرقية الشرعية، وضرورة جدًّا أن تقومي برقية زوجك إن استطعت، أو أن يذهب زوجك إلى لأحد الرقاة الثقات، وأن يقرأ عليه رقية شرعية مكثَّفة، حتى يطرد هذا اللعين من جسده إن كان قد دخله فعلاً.
• من الممكن أيضًا مع الرقية الشرعية أن يستمع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي موجودة على النت، وهي أنواع متعددة، أريدُ الرقية التي مُدتها تسع ساعات ونصف، فهذه -بإذن الله تعالى- لو استمع إليها زوجك يوميًا، لو أن الجن حاول إيذاءه فسينصره الله تبارك وتعالى عليه، فإذًا نستمع إلى الرقية الشرعية المكثفة.
• الحرص من زوجك أن يكون على طهارة دائمًا، مع المحافظة على الصلوات في أوقاتها.
• الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
• الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية دفع كيد الشيطان.

بتلك الأمور -بإذن الله تعالى- هذا التهديد كله لن يؤثِّر -بإذن الله عز وجل - لأننا بهذا البرنامج وضعنا حدودًا منيعة وسدودًا قوية في وجه الشيطان حتى لا يتمكَّن من تنفيذ ما هدَّد به، أنا أقول: هو من حيث الأصل قادر على ذلك، ولكن الله تبارك وتعالى سيردّ كيده إلى نحره، ويُبطل مفعوله بقوته وجبروته جل جلاله فهو على كل شيءٍ قدير.

فإذًا عليكم بالمحافظة على هذه الأشياء التي أشرت إليها آنفًا، خاصة الرقية الشرعية عن طريق راقي ثقة من الأخوة المعروفين بسلامة المعتقد وصحة الطريقة، ولا تشغلوا بالكم بشيءٍ بعد ذلك أبدًا.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً