الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضربات قلبي تهز جسمي وأحس بتعب وارتداد معدي مريئي.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاماً، لدي قوة في ضربات القلب وسرعة، فراجعت طبيب الباطنية فوضع السماعة بصدري، وقال لديك فعلاً قوة بضربات القلب وسرعة، فعمل تخطيطًا للقلب، وتحاليل للدم والغدد، وقال كل شيء سليم إلا فيتامين D لديك نقص به، ونسبته 83، فتناولت دواء الفيتامين D ثلاث شهور، وأعطاني دواءً منظمًا لضربات القلب، وتناولته حتى نفذ الدواء، ولم تنته هذه الضربات القوية.

كذلك ذهبت لطبيب باطنية آخر بعد ثلاث شهور، وعمل لي تخطيطًا، وقال هذه الضربات حميدة، ولكن سرعة الضربات والقوة التي في القلب ناتجة عن القلق والتوتر، فأعطاني دواء اسمه (إندرايل)، ودواء أسمه (أنافرانيل)، ودواء اسمه (اسيبرين)، ولكن إلى الآن ضربات القلب قوية، وأشعر بها بصدري.

علماً أني إذا وقفت على قدمي أشعر بتعب، وثقل في الصدر ومنطقة البطن، وسرعة وقوة بضربات القلب، وتعب عام للجسم، وكذلك لدي ارتداد معدي مريئي، كيف أتخلص من هذا كله؟

أنا قلق جداً بسبب ضربات القلب القوية التي تهز جسمي.

كيف أتخلص من التوتر والقلق؟ وكيف أستخدم هذه الأدوية؟ وهل هي تمنع التوتر والقلق؟ وهل هناك علاج نهائي للقلق والتوتر؟

ملاحظة: لستُ مدخنًا ولا أشرب الشاهي ولا القهوة.

أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوتر والقلق النفسي لهما أعراض جسدية وأعراض نفسية، ومن أعراضهما الجسدية: الإحساس بزيادة في ضربات القلب، أو ما يعرف بالخفقان، وليس قوة ضربات القلب، زيادة في ضربات القلب.

قد تكون هناك أعراض أخرى جسدية للقلق النفسي بجانب زيادة ضربات القلب، مثل: الشعور بالانتفاخ في البطن، آلام مختلفة في عضلات الجسم، صداع، آلام في الرقبة، آلام في الظهر، رجفة، تعرُّق، وهلمَّ جرًّا من الأعراض الجسدية.

أما الأعراض النفسية فتتمثل في الإحساس بالخوف والضيق النفسي، وعدم الارتياح للأصوات العالية، والتوجُّس، والتشاؤم، وحمل الهمِّ.

لم تذكر أن لك أعراضًا نفسية من هذا القبيل، ولكن ذكرت أن الدكتور قال لك أن هذه الزيادة في ضربات القلب قد تكون ناتجة من القلق والتوتر، لذلك أنا أرى أن أهم شيء أن تُشخَّص حالتك هل عندك قلق أم توتر؟ وهذه المعلومات التي أوردتها ليست كافية للتشخيص.

على أي حال، بخصوص أسئلتك وتحديدًا: ماذا تعمل لزوال التوتر والقلق؟ والإجابة هي في الاسترخاء، الاسترخاء مضاد للتوتر وللقلق، وهناك طريقان للاسترخاء، طريقة الاسترخاء العضلي، عن طريق شدِّ وقبض العضلات ثم إرخائها تدريجيًا، ومن ثمَّ يحصل الاسترخاء، أي تستعمل عضلات جسمك لحصول الاسترخاء، أو الاسترخاء بطريقة أخذ النفس العميق، تأخذ نفسًا عميقًا وتُخرجه من صدرك عدة مرات.

هذان طريقتان للاسترخاء، وإذا استطعت أن تتمرَّن على الاسترخاء فإن هذا تلقائيًا يمنع حدوث القلق والتوتر.

الأدوية التي كتبها لك الدكتور: الـ (إندرال Inderal) يُساعد في تخفيف ضربات القلب، أما الـ (أنفرانيل Anafranil) فلا يُساعد في القلق، ولكنه مضاد للاكتئاب والوسواس القهري، ولا أدري ما هي العلَّة في كتابة الدكتور لك هذا الدواء.

زوال الاكتئاب القلق والتوتر رهين بالأسباب التي أدَّت إلى حدوثِهِمَا، فإن كان هذا مرض -فإن شاء الله تعالى- بالعلاج الدوائي أو بتمارين الاسترخاء - كما ذكرتُ لك - يمكن التخلص من هذه الأشياء، أما إذا كان كجزء من شخصيتك فيمكن أن تتعلم أن تتعايش مع سمات الشخصية.

فإذًا زوال القلق والتوتر نهائيًا مرتبط بالسبب الذي أدَّى لهما.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً