الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم في هذه الأدوية ومدى فائدتها لحالتي؟

السؤال

الاستشارة إلى الدُّكْتورَ الْعَزِيزَ/ مُحَمَّد عَبْدِ الْعَلِيمِ -بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيهِ-
السّلَامُ عَلَيكُمْ وَرحمة اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أما بعد:

فأنت تعلم جيدا بالأعراض التي أعيش فيها منذ سنين من أعراض اكتئاب، وقلق عصابي، وأعراض نفس جسمية، فلقد كنت أسير أدوية الاكتئاب لمدة (6) سنين، ولقد أخذت أغلب أدوية الاكتئاب بدون مسميات، وكلها بالنسبة لي كانت تزيد من الأعراض، وتخفف ما لا يذكر أمام أعراضه، ولكن يوجد دواء واحد جديد بالأسواق أشهد له بأنه جيد، واسمه (بيدريمين) واسمه العلمي (ديسفينلافاكسين 100) وهو أفضل الأدوية التي أخذتها على الإطلاق، وأخذته فترة طويلة، ولكن قررت إيقاف جميع أدوية الاكتئاب باستشارة الطبيب الخاص بمدينتي، ووافقني على ذلك، وتم سحب الجرعة تدريجيا يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم كل (3) أيام لمدة حوالي شهر ونصف، ثم توقفت منه نهائيا، فتحسنت حالتي للأفضل.

لكن الآن تحدث لدي بعض الدوخة، وثقل الرأس من الخلف، وأشعر كأن رقبتي لا تستطيع حمل رأسي، وعدم الاتزان في المشي، والهبوط العام، وعدم التركيز، وزغللة العين، وعدم وضوح السمع، ولكن الأعراض بالعينين والسمع خفيفة جدا، ولكن لا بد من أن أذكرها.

وهذه الأعراض موجودة من قبل أن أتوقف عن أدوية الاكتئاب، ولكن أعراض الانسحاب أظن أنها ساهمت في زيادة هذه الأعراض، وهذه الأعراض تحدث معي بشكل يومي في آخر النهار في الساعة السابعة –مثلا-، وراقبت الضغط لمدة يومين أثناء ظهور هذه الأعراض، فكان أول يوم (70/170) وثاني يوم أثناء الأعراض أيضا بجهاز ضغط آخر كان (80/120).

عندما تحدثت للطبيب بهذه الأعراض وصف لي فيتامينات (رويال جيلي 1000) و(فيتاميكس بلاص) ولكن لم أتحسن على هذه الفيتامينات كثيرا. فتحدثت مع طبيب آخر، فوصف لي (كارنيتين L-carnitine) وكانت التحسن مدهشا جدا، وكانت الطاقة بالجسم جيدة جدا، ولكن –للأسف- أفادني هذا الدواء لوقت معين، وفقدت مفعوله بسرعة، فاكتشفت أن هذا الدواء يساعد في نقل الدهون إلى (ميتوكوندريا) الخلية؛ حيث يتم تحويلها إلى طاقة حتى يتمكن الجسم من استخدامها، ولكن جسمي نحيف، فأظن أنه استطاع العمل لأيام قليلة، وفقد عمله بعد ذلك؛ لأنه لا يوجد دهون.

بعد بحثي وقراءتي في الإنترنت يمينا وشمالا أبحث عن علاج مثل حالتي، وجدت عقارا جيدا ينصح به الجميع، وهو عقار (Nootropil 800) فهذا العقار يحسن الدورة الدموية، ويحسن المخ، ويمده بالأكسجين، ويحسن أيضا الدوخة وعدم الاتزان، فانبهرت جدا بما قيل عنه، فذهبت لصديقي الصيدلي، فتحدثت معه، فقال لي: لا مانع من أخذ هذا الدواء، فطلبت شراء هذا العقار فلم أجده، ولكن اتصل الصيدلي بشركات الأدوية، وأياما قليلة وسوف يأتي له، ونصحني أيضا بدواء (Stimulan 800 بيراسيتام) وقال لي: إنه نفس الدواء، وشركته أفضل من شركة (نتروبيل).

فما رأيكم؟ هل أستمر على (Stimulan 800 بيراسيتام) أو ما دمت أستطيع شراء (Nootropil 800) أقوم بشرائه؟ وما هي الجرعات المفضلة؟

القلق العصابي:
وبما أن القلق يساهم في كل ما ذكرته، فأنا آخذ (أندرال 10) مرتين يوميا، (ودوجماتيل 50) مرة يوميا كما نصحتني به، ولكن أشعر أن الأندرال لا يفيدني في القلق كثيرا، مثل تجربتي مع (الموتيفال) ولكن لا أعلم لماذا الطبيب متمسك بالأندرال جدا؟

برجاء من الدكتور محمد عبد العليم توضيح لنا ما هو أفضل دواء؛ للتخلص من أعراض الدوخة وعدم الاتزان، وثقل الرأس، والهبوط يوميا؟ وما هو أفضل دواء يكون بسيطا للقلق العصابي؟

الحمد لله أنا الآن أستطيع التحكم قليلا في القلق والهروب منه بالرياضة، والسباحة عندما يأتيني بصورة جسدية.

لماذا عندما توقفت من أدوية الاكتئاب تحسنت أكثر من الوقت الذي كنت أداوم على أخذه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك -أخِي- ثقتك في استشارات إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وحقيقةً أنا مُعجبٌ باستشاراتك ورسائلك وأبحاثك العميقة فيما يتعلق بحالتك والأدوية التي يمكن أن تفيد.

أنت الآن تُفكر في تناول الـ (نتروبيل Nootropil) والنتروبيل دواء معروف لديَّ جدًّا، والـ (استيملان Stimulan) هو نفسه النتروبيل، حيث إن الاسم العلمي للدواء هو (برايسيتام Priacetam)، وهذا الدواء أُثير حوله الكثير لا أقول اللغط، لكن الاختلاف في الرأي، هناك من يرى أنه ليس ذا فائدة حقيقية، إنما الناس تستفيد منه توهمًا، هناك من يرى أنه بالفعل مفيد، لأنه كما ذكرت وتفضلت يُحسِّنُ من الدورة الدموية في الدماغ، وهناك أيضًا دراسات تُشير أنه يُحسِّن في الاتصال ما بين خلايا الدماغ، وهذه ميزة إيجابية جدًّا.

عمومًا أنا أعطي هذا الدواء لبعض الناس، وأستطيع أن أقول أن جُلَّهم يستفيد منه.

فيا أيها الفاضل الكريم: ليس هنالك ما يمنعك أبدًا من تناول النتروبيل، والجرعة المفضلة هي أن تبدأ بثمانمائة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها ألفا وستمائة مليجرام يوميًا بمعدل ثمانمائة مليجرام صباحًا وأخرى مثلها مساءً لمدة شهرين مثلاً، ثم بعد ذلك تجعلها ثمانمائة مليجرام يوميًا. ويا حبذا لو دعمت هذا الدواء بممارسة الرياضة، هنا سوف تكون الفائدة أكثر وأكثر.

الدواء ليس له آثار جانبية، فقط يُنصح بعدم تناول الأسبرين معه؛ لأنه قد يزيد من سيولة الدم.

بالنسبة للإندرال: أنا الآن قناعاتي قوية جدًّا بأن الإندرال يفيد إذا كانت جرعته في حدود ثمانين مليجرامًا، هنالك نوع من الإندرال يعرف باسم (LA) وهو بطيء الإفراز في الدم، يتم تناوله بجرعة ثمانين مليجرام يوميًا كما ذكرت، هذا يفيد ويفيد كثيرًا، ويكبح تمامًا إفراز الأدرينالين (adrenaline) بصورة غير منضبطة؛ ممَّا يزيل تمامًا الأعراض الجسدية للقلق وللتوتر.

وقطعًا إضافة الـ (فلوبنتكسول Flupenthixol) كأحد مضادات القلق المتميزة سوف يجعل رُزمتك العلاجية متكاملة. الـ (فلوناكسول Flunaxol) في مثل حالتك قد يكون أفضل من الـ (دوجماتيل Dogmatil) وحتى من الـ (موتيفال Motival)، وجرعة الفلوناكسول/فلوبنتكسول هي أن تبدأ بنصف مليجرام في الصباح، حبة واحدة، تتناولها يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

أخِي الكريم: أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً