الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجدت الفتاة المناسبة لي، لكن الوالد رافضٌ لها! فهل أكون عاقًا إذا تزوجتها؟

السؤال

السلام عليكم

خطبت فتاةً ذات دين وجمال، وحاصلة على مؤهل جامعي من كليات القمة، وأهلها متدينون، وهناك صلة قرابة بيننا، وأنا وخطيبتي متوافقون ومتفاهمون، وأنا سعيد جدًا بها، وأعمل ما في وسعي لإتمام الزواج قريبًا.

المشكلة تكمن في والدي! فبالرغم من أن أهلي موافقون إلا أن والدي رافض بشدة! والدي يقف أمام إتمام الزواج، ويريد بأيّة وسيلة أن يجعلني أنهي هذه العلاقة، ويقول: لو لم تتراجع عن هذا الزواج، فلن أعرفك، ولست ابني.

المشكلة أن والدي يحب أصحاب المناصب، كالشرطة والقضاء، ويريد أن يزوجني بنتًا والدُها ذو منصب، ويرفض خطيبتي؛ لأنهم ليسوا من ذوي المناصب والأموال! هذا فقط سببه.

لا تنصحوني أن أُدخِل أحدًا لإقناع والدي؛ لأني جربت جميع الوسائل! وسؤالي: هل أكون عاقًا لوالدي إذا أتممت زواجي؟ مع العلم أن والدتي وإخوتي موافقون ومرحبون، أم أوافق والدي وأترك خطيبتي المناسِبة لي، وأترك نفسي لوالدي يختار لي كما يشاء؟!

أنا في حيرة شديدة، وخائف من أن أكون عاقًا لوالدي، وفي نفس الوقت متمسك بخطيبتي، وهم متمسكون بي!

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على إرضاء والدك وتحقيق الآمال.

لا ننصحك بترك صاحبة الدين والجمال التي وجدت في نفسك انشراحًا وارتياحًا وقبولًا لها، ووجدتَ في نفسها الميل والقبول، واجتهدْ في إرضاء والدك، ولن تعتبر عاقًا إذا أكملت مراسيم الزواج.

الأب يطاع إذا كان سبب رفضه شرعيًا، وهذا لا يوجد في حالتك، وما ينبغي أن تكسر خاطر الفتاة أو تضحي بسعادتك من أجل ما يريده الوالد.

نكرر لك التذكير بضرورة الاهتمام باسترضاء الوالد، ونوصيك بالصبر عليه، والحرص على زيادة الاهتمام به مهما حصل منه، وكن مستمعًا جيدًا لكلامه، ولكن لا تفعل إلا ما يرضي الله ثم ما يحقق لك المصالح المشروعة، واجتهد في أن تكتم مشاعر والدك السالبة عن خطيبتك وأسرتها؛ حتى لا يحزنوا.

وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى ألا تَدْخُل في جدال مع الوالد، واستمر في بره، وأكمل مراسيم الزواج، واطلب مساعدة الوالدة والأعمام وأصحاب الوجاهات، وثِقْ بأن نظرة الوالد سوف تتغير بعد الزواج -بحول الله وقوته-.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك، وأن يُرْضِي عنك والدك، وأن يهديه للحق والخير والصواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً