الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشتم والصراخ على الأبناء... أضراره وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.

‎هل يمكن للأبناء عدم طاعة أهلهم في عاداتهم السيئة، كالصراخ على أبنائهم، وشتمهم ليلبوا طلباتهم، وسماع الجيران كل ما يدور في البيت بسببهم، كنوع من الاحتجاج، وذلك لاحتمال التغيير من هذه العادات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أن عدم طاعتهم لن يحل الإشكال، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي الجميع لأحسن الأخلاق والأعمال.

الخطأ لا يقابل بالخطأ، والصبر على الآباء وطاعتهم والقرب منهم مطلب شرعي، وواجب ديني، ونحن ننتظر من المتميزين أمثالك أن لا يحوجوا الآباء والأمهات للصراخ، ونحن نرفض ما يحصل بلا شك، لكننا نذكر أبناءنا أننا عندما نصرخ أو نشتد لا نريد إلا ما فيه الخير، وقد نخطئ، ولكن نتمنى أن ينظر الأبناء إلى دوافعنا الحقيقية قبل أن ينظروا إلى تصرفاتنا؛ لأن ذلك سوف يخفف عليهم وقع الصراخ، وقد يلتمسوا الأعذار لآبائهم وأمهاتهم، والأجداد والجدات، والمعلمين والمعلمات.

وأرجو أن ننبه إلى أن الصراخ مضر للصغار والكبار، أما بالنسبة للصغار فالصراخ يربكهم، ويقطع تواصلهم، ويصيبهم بالتأتأة، والعلل النفسية، والصراخ على الكبار يفقدهم ثقتهم بأنفسهم، وإذا تكرر فإنه يحملهم على احتقار من يصرخ عليهم، وتعمد المخالفة له، والرغبة في إزعاجه ثم ينتقل إليهم التصرف في تعاملهم مع الآخرين.

أما بالنسبة للشتم أو السب فهو مرفوض شرعا، بالإضافة لما له من أضرار نفسية واجتماعية، وآثار خطيرة على مستقبل الأبناء ومكانتهم بين أقرانهم.

ونكرر دعوتنا للأبناء بتفادي ما يجلب الصراخ والشتم والانتقاص لهم، ونوصي الجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر؛ فإن العاقبة لأهله، ونذكر بأن القرب من الوالدين وطاعتهم من أكبر أسباب السلامة والمحافظة على أسرار البيوت، وخصوصيات أفراد الأسرة، أما العناد وعدم الطاعة؛ فلن يزيد الأمور إلا سوء.

لقد أسعدنا هذا التواصل، وأفرحنا شعور الشباب بالخلل، ونؤكد أن أهم ما نغير به العادات السيئه -بعد توفيق الله- هو وعي شبابنا وإصرارهم وتمسكهم بدينهم.

نسأل الله التوفيق والهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات