الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإكثار من الأدوية النفسية يؤدي لخلل بالنواقل العصبية؟

السؤال

هل الإسراف والإكثار من الأدوية النفسية يؤدي لخلل بالنواقل العصبية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: قطعًا الإسراف والإكثار من كل شيءٍ ليس أمرًا محمودًا، والشيء إذا زاد عن حدِّه انقلب إلى ضدِّه، فالأدوية النفسية نافعة، أدوية مفيدة جدًّا، غيَّرتْ حياة الناس، وأدَّتْ -بفضلٍ من الله تعالى- إلى شفاء الكثير من الأمراض التي كانت مستعصية فيما مضى، فإذًا نحن في نعمة عظيمة بوجود هذه الأدوية.

لكن -كما تفضلت- بعض الناس يحوِّلون هذه النعمة إلى نقمة، وذلك من خلال عدم الاستعمال المنضبط للأدوية النفسية، فقد يكون هنالك الإكثار، وقد يكون هنالك الإسراف، وقد يكون هنالك الإدمان، وقد يكون هنالك عدم الانتظام... هذا كله ليس صحيحًا وليس جيدًا وليس مفيدًا.

الأدوية النفسية تُقسَّم إلى عدة مجموعات:
• مجموعة تُعرف باسم (بنزوديازبين Benzodiazepines) منها عقار يعرف تجاريًا باسم (أتيفان Ativan) ويعرف علميًا باسم (لورازيبام lorazepam)، وعقار يعرف تجاريًا باسم (فاليم Valuim) ويسمى علمياً باسم (ديازبام Diazepam) على وجه الخصوص، هذه أدوية مفيدة، لكن الإسراف فيها والإكثار منها يؤدِّي إلى الإدمان، والإدمان قطعًا يؤدِّي إلى ضررٍ كبيرٍ جدًّا بخلايا الدماغ، وكذلك النواقل والموصِّلات العصبية.

• مجموعة تعرف بمضادات الذُّهان، وهي أدوية مهمة وضرورية، الإسراف والإكثار منها أيضًا يؤدِّي إلى اضطرابات كثيرة جدًّا في النواقل العصبية، وقد يؤدِّي حتى إلى بعض التلف في بعض الخلايا العصبية.

• مجموعة تعرف بمضادات الاكتئاب أيضًا إذا أسرف الإنسان في استعمالها لها مضار.

إذًا الاستعمال المنضبط هو الصحيح، الاستعمال الراشد هو الصحيح لهذه الأدوية، فهي سليمة ومفيدة، وحتى إن استعملها الإنسان طول حياته، ما دامت الجرعة منضبطة فلن يُصيبه مكروهًا منها أبدًا بإذنِ الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً