الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أدخل المنزل أشعر بالاكتئاب ولا أستطيع الذهاب إلى الطبيب

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 20 سنة، عندي سؤال: أعاني من نوعٍ من الاكتئاب خاصةً عند دخولي إلى المنزل ففي أغلب الأحيان لا أحس بالأفكار السلبية والوسواس إلا عند دخولي المنزل، أنا أدرس بالجامعة، وأغلب وقتي أمضيه هناك وقليلاً ما تأتيني أفكار سلبية، ولكن بمجرد دخولي المنزل أحس بضيق في صدري وتبدأ الأفكار، أحس أن الحياة ليس لها معنى خاصةً إننا سنموت، أخاف من الموت، ومن القبر، ومن خسارة عائلتي، أفكر دائماً ماذا سأفعل من دونهم؟ ماذا لو مت أنا وتركت أمي وحيدة وهي متعلقة كثيراً بي؟

إذا خرجت أمي للعمل أنتظر رجوعها وأنا خائفة، هذه الأفكار لا تغادر مخيلتي، ففي بعض الأحيان أنهار، أكره حياتي وأقول دائماً: لم أختي وأخي ليسوا مثلي يعيشون بهناء؟ أصبحت أراقب الناس وعندما ألاحظ أنهم فرحون أنزعج، أحس أني أنا الوحيدة التعيسة.

أنا مؤمنة، وأصلي، وأقرأ أذكار الصباح والمساء، وسورة الملك كل ليلة، أدعو الله كثيراً بأن يعافيني، أنا على هذه الحالة منذ 6 أشهر تقريباً، فأنا أمارس العادة السرية تقريبا 3 مرات في الأسبوع، فهل هذا الاكتئاب ناتج عن العادة السرية؟ لماذا أحس بالاكتئاب فقط في المنزل؟ كنت أبكي كثيراً في الحمام، وعندما أنظر إلى المرآة، سمعت أن ممارسة العادة السرية في الحمام سيئة جداً؟ ولها علاقة بالجن، هل ما يأتي إلى مخيلتي من هذه الأسباب؟ أمي بعلمٍ لما يحصل لي، ولكنها ترى أنني لا أستحق طبيباً نفسياً، وأنا لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، فهل يمكنني أن أتعافى مع الوقت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nadine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك تعانين من المخاوف الوسواسية التي تدور حول عائلتك، وإمكانية فقدهم، وكيفية العيش بدونهم، ودخولك إلى المنزل يُذكرك بالعائلة، ولذلك ترجع الوساوس، أما عندما تكونين في الجامعة، وتبتعدين عن المنزل، وتعيشين حياتك الطبيعية مع صديقاتك فتنشغلين عن هذه الوساوس، وهذا شيء طبيعي، ففي كثير من الأحيان الانشغال عن الوساوس يُقلل من حِدَّتها.

أما بخصوص العادة السرية فغالبًا استمرار الوساوس يجعلك تشعرين بالتوتر والضيق النفسي، وتلجئين للعادة السرية كنوع من الراحة، ولذلك تُكررينها، وطبعًا في عقل الباطني أو جزء من نفسك يعاتبك على ممارستك على العادة السرية، ولذلك تشعرين بالاكتئاب والضيق بعد الانتهاء منها.

لا أظن أن العادة السرية مربوطة بالجن أو بالمس أو بالسحر، ولكن كما ذكرت لك يلجأ إليها بعض الناس لتفريغ الشحنات الجنسية، ولأنها تجعلهم يشعرون بالراحة المؤقتة، ولا شك أن للشيطان دورا في وقوع الإنسان في المعاصي وارتكاب الحرام، وكذلك عامل الفراغ الزمني والفراغ الذهني.

هناك بعض النصائح أريدك أن تلتزمي بها:
أرجو أن تشغلي نفسك في المنزل بأشياء تُبعد عنك الوساوس، مثل ممارسة رياضة خفيفة في المنزل، أو عندما تبدأ هذه الوساوس اهتفي بصوتٍ قوي داخلي: (قف، قف، قف) وطالما - الحمد لله تعالى- أنك شخصية متدينة وتُصلين بانتظام وتقرئين القرآن وتداومين على الأذكار، فإن شاء الله هذه الأشياء ستحفظك.

إذًا عليك بممارسة تمارين رياضية، وبعض العلاجات السلوكية - كما ذكرتُ - التي يمكن أن تُساعد في وقف هذه الأفكار، كما ذكرتُ بتكرار كلمة (قف، قف، قف) فإذا أدَّت هذه الأشياء إلى التقليل من الوساوس وتحسَّنتْ حالتك فبها ونعمت، وإلا فعليك محاولة إقناع والدتك للذهاب لطبيب نفسي لمساعدتك، وإلا إذا كان في الإمكان الحصول على دواء مثل الـذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) كبسولة واحدة يوميًا بعد الإفطار، فهو يساعدك في علاج الوساوس، وليست له آثار جانبية، ويمكن استعماله لعدة أشهر حتى تختفي الوساوس، وتقل ممارسة العادة السرية.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ربي الله

    اللهم اني اسألك الرضا والتوفق والجنة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً