الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سئمت من وساوسي وخوفي وانعزالي.. ساعدوني

السؤال

أنا متزوجة منذ خمسة أشهر، قبل الزواج أحسست أني أصبحت أفكر بأمور خارجة عن إرادتي، وصرت أستعيذ بالله، وصرت أقرأ القرآن بكثرة، وأصلي الفروض والواجبات والأذكار، واستعجلت العرس لكي أتخلص من هذا الحال، وبعد الزواج بفترة التهيت ونسيت.

بعد ثلاثة أشهر من الزواج أصبحت منعزلة لوحدي في المنزل، لا أدرس، ولا أعمل، وعقلي ينشغل بأفكار ليست طيبة كالخوف، وأفكر به بكثرة، وأخاف من بعض الأحلام، وأشعر أني لست مرتاحة، وأحاول أنا أتخلص من هذا الوسواس، لكني لم أستطع، أحاول كثيرًا، وتعبت كثيرًا، ولا أستطيع الخشوع التام في الصلاة، ولم أخبر أحدًا بهذه الأمور.

أرجوكم ساعدوني، فقد سئمت من هذا الحال، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك، ومن الواضح أن الأمور فيها من الصعوبة، وأنت تعانين كل هذه المدة قبل الزواج وبعده، أعانك الله وخفف عنك ما أنت فيه.

السؤال الأهم هنا: هل ما تعانين منه يعود لأسباب سابقة للزواج، وربما مرحلة الزواج زادت في شدة الأعراض والانزعاج، أم أن الأمر وبشكل أساسي إنما هو متعلق بالزواج وما سبقه من تحضيرات وما تبعه من التزامات؟

وسواء كان هذا أو ذاك، فمن الواضح أنك تعانين الآن من بعض الأعراض التي ذكرت في رسالتك، والتي من الصعب حقيقة وضع التشخيص الأكيد لهذه الحالة، إلا أن هناك عدة احتمالات.

من هذه الاحتمالات أنك تعانين من بعض الأفكار الوسواسية القهرية، والتي تتردد على ذهنك دون رغبة منك، إلا أنها تبقى لاصقة بالذهن مما يسبب لك الإزعاج بما فيها من أفكار لها علاقة بالخوف، وتصرفك عن الصلاة وغيرها.

والاحتمال الآخر أنك تعانين من حالة من الاكتئاب النفسي، والذي قد تكون من أعراضه بعض الأفكار القهرية، ويمكن لهذا الاكتئاب أيضًا أن يفسر بعض الأعراض الأخرى التي وردت في سؤالك كالبقاء في البيت وعدم الرغبة بعمل شيء، وربما بعض التشاؤم.

وأفضل حل هو أن نقطع الشك باليقين، عن طريق استشارة طبيب نفسي ممن يمكن أن يقوم بالفحص النفسي الشامل وأخذ كامل القصة، ليصل من بعدها لوضع التشخيص الدقيق، ومن ثم العلاج المناسب، سواء العلاج الدوائي أو النفسي أو كليهما معًا.

وأرجو أن تتحدثي مع زوجك في كل هذا، ولعلكما تقرران معًا ما هو مطلوب عمله.

وفقك الله، وكتب لك الصحة والعافية وراحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً