الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تساقط وخفة الشعر، فكيف أحافظ على شعري من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من تساقط شعري بغزارة شديدة، وأقل لمسة لشعري يتساقط، ذهبت إلى الطبيب فأعطاني علاج (ليندو اسبراى) و(زنكترون)، وقال استمر عليه لمدة شهر، ولكن لا نتيجة، بدأ شعري في تساقط أكثر من الأول، وذهبت إلى الصيدلي فأعطاني المينوكسديل بنسبه 5%، وقال استمر عليه لمدة شهر على الأقل، وأيضا لا فائدة.

ذهبت إلى طبيب آخر، فقال إن عندي صلعا وراثيا، وإن العلاج الذي سأكتبه لك لن ينبت لك شعراً، وإنما سيحافظ على الشعر الموجود فقط، كتب لي بانتوجار ومينوكسديل 5%، وقال استمر على العلاج لمده 3 أشهر على الأقل، وبدأت في أخذ كبسولات البانتوجار، وعندي تخوف من استعمال المينوكسيديل، لأني قرأت في النشرة أني لو توقفت عنه بعد الحالة سيسقط جميع شعري من جديد وبغزارة.

ملحوظة صغيرة: منذ أسبوعين وأنا أستخدم زيت الزيتون والتساقط قل نسبيا إلى حد ما، بمعنى أن هناك تحسنا، ولكن أعاني من أن شعري أصبح خفيفا جدا، ومتخوف من تساقطه كلياً.

أرجو المساعدة من حضراتكم، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kh al ed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورة حياة الشعر تُكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen).

والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، عمليات الجراحية، ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي 4 أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية الغير صحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

أنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية لفحص الشعر وتقييم صحتك العامة وخلوك من أي مشكلات أو امراض تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة، وبالأخص في سنك المبكر، النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ (Telogen Effluvium)، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويكون من الجذر، ويختلف ذلك النوع عن الصلع الوراثي والذي يوجد به فراغات ولا يوجد تساقط كثيف بشكل يومي، كما ذكرت في الاستشارة.

وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة، للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، وفي العادة يقف التساقط بعد علاج سبب حدوثه بـ 3 إلى 6 أشهر، ولا مانع من استكمال الكبسولات المذكورة، بالإضافة إلى ما ذكرته لك.

أما بالنسبة للصلع الوراثي؛ فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي؛ فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل الذي ذكرته بالاستشارة، و يجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، ومن المعروف أن الصلع الوراثي مشكلة ممتدة وتزداد شدته مع مرور الوقت، ولذلك عند التوقف تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وربما يسوء مع الوقت، وذلك ليس سبب في تقديري لعدم استعماله، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج؛ يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة، يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

زيت الزيتون النقي المعلم المصدر من المرطبات الجيدة للشعر، ولكن ليس له دور حقيقي متعارف عليه علمياً في علاج تساقط الشعر.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً