الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ألم في الصدر واليدين مصاحب لخوف ووسوسة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 22 سنة، وزني 72 كلغ، وطولي 157 سم، أعاني من انقطاع الدورة الشهرية منذ سبعة أشهر، وإلى الآن لم تنزل، وتسببت في انتفاخ البطن، وأعاني من سمنة في منطقة الخصر، وأحيانا أشعر بألم في الثدي، فهل هذا مؤشر لوجود تكيس المبايض؟

كذلك قبل فترة تعرضت لنوبة من الخوف والوسوسة، ولقد استطعت أن أتخلص منها، رغم أنها أحيانا ترجع ولكن أخف من السابق، وتصاحب هذه الحالة أعراض، مثل: ألم في الصدر من الجهة اليسرى، مع ثقل في اليدين.

راجعت المستشفى، وعملت فحوصات مثل تخطيط القلب، وأشعة الصدر، والكلى والأمعاء، وكانت النتائج كلها سليمة، وتم تشخيص الحالة أنها ألم العضلات، فهل يكون فقر الدم ونقص الحديد والفيتامينات سببا؟ وما هي التحاليل التي يجب علي عملها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

من حيث الجانب النفسي فأنا أقول لك: إن الخوف والوسوسة موجودة ومنتشرة، وهي في الأصل أعراض قلقية يلعب الاستعداد الوراثي فيها دورًا كبيرًا، كما أن الخبرات السلبية المتعلمة أيضًا هي أحد العوامل المُرسِّبة للخوف والتوتر.

والخوف غالبًا يكون مصحوبًا بأعراض جسدية، الانشدادات العضلية التي تحدث من التوتر، تؤدِّي إلى انقباض في عضلات القفص الصدري، ممَّا يجعل الكثير من الناس يحسُّون بألم في الصدر مثل هذا النوع الذي تعانين منه، وبما أن الناس مشغولة بأمراض القلب، وكثرة موت الفجاءة، أصبح كلما يأتيهم انقباض عضلي في القفص الصدري مع شيء من النغزات يعتقد أن ذلك مرض من أمراض القلب، هذا الأمر ليس صحيحًا أبدًا، لا أعتقد أنك تعانين من أي علة في القلب.

الذي أنصحك به - أيتها الفاضلة الكريمة - هو أن تذهبي وتقابلي الطبيب المختص، أو حتى طبيبة الرعاية الصحية الأولية؛ لتُجري لك ما نسميه بالفحوصات الروتينية، وهي فحوصات بسيطة جدًّا:
• معرفة مستوى الدم - أي الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) - لتحديد إن كان هنالك نقص في الدم أم لا.
• مستوى الدم الأبيض.
• مستوى الصفائح الدموية.
• قياس مستوى السكر.
• قياس الدهنيات.
• وظائف الكبد.
• وظائف الكلى.
• مستوى فيتامين (ب12).
• مستوى فيتامين (د).

هذه كلها فحوصات بسيطة جدًّا، وغير مكلفة، ومهمة، وأنت محتاجة أيضًا للتأكد من بعض الفحوصات الهرمونية، مثل هرمون الغدة الدرقية، وكذلك هرمون الحليب أو ما يُعرفُ باسم (برولاكتين Prolactin)، -وسوف تفيدك الفاضلة الدكتورة رغدة استشاري أمراض النساء والتوليد حول هذا الموضوع بصورة أكثر إتقانًا وإسهابًا-، المهم هو أن تذهبي وتقابلي الطبيب من أجل إجراء التحاليل.

أرجع مرة أخرى لأعراض القلق: القلق يتم تجاهله، هذا أفضل علاج له، وبهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يحول القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، والقلق الإيجابي هو الذي يُحسِّن دافعيتنا من أجل المثابرة والإنتاج، وأن نكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا.

أنصحك بالنوم الليلي المبكر، هذا مفيد جدًّا، ويُجدد طاقات الإنسان بشكل ملحوظ، وأنصحك بالقيام ببعض التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا يُساعدك كثيرًا في التوتر والقلق، وكذلك أهمية وضرورة تطبيق تمارين الاسترخاء، والتي أشرنا إليها في استشارة بموقعنا برقم (2136015).

بعد أن تقومي بإكمال الفحوصات وتطمئن نفسك -إن شاء الله تعالى- يمكن للطبيبة في الرعاية الصحية الأولية أن تُعطيك جرعة بسيطة من أحد مضادات القلق والتوتر، وهي كثيرة جدًّا ومعروفة بالنسبة للأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
--------------------------
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-،
وتليها إجابة: د. رغدة عكاشة - استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
--------------------------

نعم -يا ابنتي- من الممكن أن تكون الحالة عندك هي حالة تكيس على المبيضين، وقد تكون هي السبب في كل ما تعانين منه من أعراض, كما أنه من الممكن ان يكون سبب الألم هو نقص بعض المعادن والفيتامينات في الدم, لكن ولأن تشخيص تكيس المبايض لا يتم إلا عن طريق النفي، أي بعد التأكد من عدم وجود سبب آخر في الجسم يؤدي إلى مثل هذه الاعراض، مثل اضطراب عمل الغدة الدرقية أو الكظرية، لذلك يجب أولا عمل التحاليل التالية:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4 -PROLACTIN-DHEAS-17-HYDROXYPROGESTERON، ويمكنك أيضا عمل تحليل للدم للتأكد من عدم وجود فقر دم CBC، أو نقص في فيتامين -D-

ويجب عمل التحاليل في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة، وفي الصباح, وبما أن الدورة عندك منقطعة, فيجب تنزيلها أولا، ويمكنك تناول حبوب تسمى ( بريمولت) حبتين يوميا، لمدة 7 أيام, ثم التوقف عنها, وفي خلال 2-5 أيام ستنزل الدورة -بإذن الله تعالى-, وحينها يمكنك عمل التحاليل السابقة في ثاني أو ثالث يوم منها، وفي الصباح.

كما يجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, لمعرفة هل تحتوي على أكياس أو تكيسات أو تليفات أو غير ذلك، والعلاج سيكون حسب نتائج التحاليل والتصوير التلفزيوني -بإذن الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً