الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لا يدرك كثيرًا وهو مصاب بطيف التوحد.. هل له علاج؟

السؤال

السلام عليكم

عندي طفل منذ ولادته إلى أن أصبح عمره تقريبًا سنة أو سنة ونصف كان طبيعيًا، وبعدها اكتشفنا أن هناك انسدادًا في منطقة الأذن (ماء والتهاب)، وقد تم معالجته، والآن ظهرت عليه أعراض (التوحد)، أحياناً يلعب لوحده، وأحياناً يصر أن يلعب مع إخوته.

أصبح عمره الآن أربع سنوات، وإلى الآن لا يتكلم، ولا يعرف أمه ولا أباه، وإذا أراد شيئًا يتم سحب أمه إلى المطبخ أو إلى الغرفة بحسب ما يريده، وأحياناً تلاقيه كثير التشرد ذهنيًا، ويضحك بدون سبب، وقد عرضناه على طبيبة أعصاب نفسية، وأعطتنا علاجًا اسمه أوميغا 3 بطعم الكرز، وكان له تأثير شبه إيجابي، ولكنه انقطع من السوق، وعملنا له فحصًا ثانيًا في مستشفى الأمير سلطان -الله يرحمه- مستشفى الولادة قسم الأطفال، وتبين لنا أنه طيف توحد أو بحسب وصف الطبيبة توحد متوسط، ونحن الآن نعاني من علاجه، لكن دون جدوى

أريد علاجًا لطفلي، فقد أصبحت دراسته قريبة وهو لا يدرك إلا القليل.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بشأن طفلكم، حفظه الله وعافاه، ولا شك أن الأمر صعب، وليس بالسهل عليكم وعليه.

التوحد أو طيف التوحد مرض تطوري معقد للدماغ، أو مجموعة الأعراض التي تتميز وعلى درجات مختلفة، ومن أعراضه الأساسية ثلاث مجموعات من الأعراض، وهي: صعوبات التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وصعوبات التواصل الكلامي وغير الكلامي، وصعوبات التخيل.

صعوبة التوحد أنه أحيانًا يمكن أن يترافق أو يتعلق التوحد -وليس بالضرورة- مع حالات أخرى تجعل صورة الاضطراب غير واضحة تمامًا، ومن هذه الحالات:
- اضطراب الذكاء.
- اضطراب التناسق الحركي للجسم.
- ضعف الانتباه.
- بعض الأمراض البدنية (اضطراب النوم – اضطراب معدي/ هضمي).
- الحساسية الشديدة إلى الأصوات أو اللمس أو المذاق أو الروائح أو الضوء.

الصعوبة الثانية أن بعض المصابين بالتوحد قد يبدعون ببعض الإمكانات والمهارات ومنها:
- المهارات البصرية (الرسم الدقيق).
- المهارات الموسيقية.
- المهارات الرياضية/الحسابية كحل المعادلات الصعبة والمعقدة.
- الفنون عموما كالرسم ...

يقوم علاج التوحد على عدة اعتبارات، وخاصة أن كل مصاب فهو متميّز بنفسه، فلا بد للعلاج أن يناسبه بشكل خاص، وقد تكون هناك حالات أخرى بالإضافة للتوحد وتحتاج لعلاج، ومنها مثلا اضطراب النوم ، ونوبات صرعية، واضطرابات هضمية.

يوجد بشكل عام ثلاثة أنواع من التدخلات العلاجية، علاجات سلوكية، وأدوية، أو العلاجات السلوكية والدوائية معًا.

التحدي في علاج طيف التوحد أنه يحتاج لوقت طويل، مما يتطلب الدعم المناسب للأسرة، وبشكل عام أنصح بالتواصل مع طبيب اختصاصي بالتعامل مع التوحد، وربما التواصل مع بعض الأسر التي عندها طفل يعاني من التوحد، فمثل هذا التواصل مفيد للطفل وكما هو مفيد للأسرة، وكذلك يفيد استشارة أخصائي تخاطب ونطق.

وفقكم الله، وكتب الصحة لطفلكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً