الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي غضب مفاجئ وضعف قدرة على اتخاذ قراري بحزم

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 18 سنة، لدي ضعف القدرة على اتخاذ قراري بحزم، بل غير قادر على المقاربة بين أمرين:
أصلي صلاة الاستخارة، وأتأثر بكلام الناس وأتردد؛ ﻷني ما اخترت قراري، بل بحسب الظروف، ومع التيار أجد نفسي فعلت أمراً!

على سبيل المثال الكلية التي سأدرس بها أو هل أراسل موقعكم وأعرض مشكلتي أم أراسل موقعاً آخر أم لا أراسل أحداً وأنتظر الفرج...إلخ؟

علماً أن لدي الغضب المفاجئ، فقد أغضب لأتفه الأسباب، مثلاً عندما يسألني أحد ما أخبارك؟ أنزعج! وهذا ليس بشكل دائم، فقد أغضب من الأمر مرة ويتكرر الأمر نفسه ثانية فلا أغضب! رغم أني معرف للجميع بابتسامتي وتفهمي، فأغلب الذين يعرفوني إذا انزعجوا من شيء يأتون ويسرون إلي ما حدث معهم، ويقولون إنهم فرحون لوجود من يشكون إليه همومهم.

عند الغضب أشعر بارتفاع ضغط دمي، ويختفي الإحساس بارتفاع الضغط، وأشعر بدوار بالرأس، وتزداد نبضات قلبي بقوة.

كل ما أريده هو أن أضرب أحداً ما أو شيئاً ما، وفي إحدى المرات (رميت هاتفي الذكي ثم ركلته وعندها ارتحت).

لذلك عند الغضب أجلس وحدي قليلاً، وأحيانا أستمع للقرآن وأهدأ، وأعود وكأن شيئاً لم يكن خلال دقائق قليلة، وعندما يريد أحد مواساتي أو تهدئتي فإني أزداد غضباً وكبتاً.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما زلت صغير السن، ثمانية عشر سنة هي فترة المراهقة، ومن خصائص فترة المراهقة التردد الكثير، والانفعال العاطفي، والصراع النفسي في داخل الشخص، والصراع بين الانتقال من مرحلة الطفولة، حيث الاعتماد على الآخرين وطلب الحماية منهم، والخروج إلى مرحلة الاستقلالية، حيث اتخاذ القرارات ومواجهة الحياة.

بعض علماء النفس يقولون: إن الشخص إذا مرَّ بمرحلة المراهقة دون مشاكل نفسية، أو دون صراعات نفسية، فإنه شخص غير طبيعي.

اجعل لك معايير واضحة في اتخاذ القرارات، وليكن أهم معيار لك هو شرع الله، أي اتخذ القرارات التي بها تكسب رضا الله سبحانه وتعالى، ومن ثم إرضاء الوالدين، واتبع ضميرك فيما يُرضي الله تعالى ورضا والديك.

لا تلتفت لما يقوله الآخرون، طالما والقرار يُرضي الله سبحانه وتعالى، ويرضي والديك وترتاح له أنت.

أما الغضب وما يُصاحبه من أعراض قلق وتوتر فتحتاج إلى: تمارين رياضية، رياضة المشي يوميًا، وإن كان هناك طريقة للعب كرة القدم مع بعض الأصدقاء ففيها متنفَّسٌ كبير، وامتصاص الطاقات الزائدة، أو أداء بعض التمارين في المنزل.

مارس بعض الهوايات الأخرى التي يكون فيها امتصاص للغضب، وعندما تغضب غيّر وضعك، أو قم فتوضأ، أو قم بالاستحمام بماء بارد نسبيًا، أو تحرَّك واشغل نفسك بشيء آخر.

تجنب اتخاذ القرارات وأنت غاضبٌ، لكي لا تندم عليها فيما بعد، وأدِّ الصلاة في جماعة في المسجد، وأكثر من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر من قراءة القرآن، ولا تحتاج إلى دواء أو حبوب، وإن شاءَ الله تجتاز هذه المرحلة إذا عملتَ بهذه النصائح.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً