الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهابات المعدة والارتجاع الحمضي، ما مدى الخطورة وما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لكم على سعة صدركم، وجزاكم الله خيرا.

المرجو من الدكتور محمد حمودة أو الدكتور وليد البدوي الإجابة على هذه الاستشارة -من فضلكم-:
عانيت من ارتجاع للحموضة، وتلبك معدة، فعملت منظارا، فكانت نتيجته التهاب معدة بسبب هليكوباكتر بيلوري، وأخذت العلاج الثلاثي مع أوميبرازول، حيث تم الاستمرار على أوميبرازول شهرين، ثم بعد ذلك أخذته على فترات لمدة سنة، حيث إنه خلال هذه السنة عملت تحليلا لمضادات الجرثومة في الدم، فدائما تظهر أن هناك مضادات لهذه الجرثومة في الدم (علما أنني قمت بهذا التحليل (3) مرات، ودائما نفس النتيجة، أي: وجود مضادات لهذه البكتيريا في الدم) لكن الطبيب قال: لا تشغل نفسك بنتيجة هذا التحليل، فلقد ذهبت الجرثومة، ووصف لي سيلبرايد (50) مغ، فخفت الأعراض كثيرا.

منذ (10) أيام بدأت أحس بأعراض برجوع الأكل بعض المرات، والإحساس بحموضة، وإحساس بالتهاب في الحلق، فزرت طبيب الأنف والأذن والحنجرة، فعمل لي منظارا للحلق، وكتب لي ما يلي:
nasopharynx: normal mucosa, nasopharynx free
oropharynx: pharyngo laryngeal reflux signs
larynx: mobile well, no visible lesions

وكتب لي الأدوية التالية:
ـ سيلبرايد (50) مغ مرتين يوميا لمدة شهر.
ـ أوميبرازول (20) مغ حبة واحدة ليلا لمدة شهرين.

أسئلتي:
ـ قرأت عن دواء السيلبرايد (الدوغماتيل) أنه فقط يخفي ألم المعدة، هل الطبيب الأول وصفه لي لكي يصرفني عنه فقط، يعني يعطيني الدوغماتيل كمسكن لألم المعدة، رغم أن تحاليل الجرثومة تدل على أنها موجودة، وممكن تتطور لسرطان أو قرحة -لا قدر الله-؟

ـ هل التهاب المعدة أخطر من القرحة أم العكس؟

ـ أنا لا أحس بألم في فم المعدة، بل أحسه من أسفل البطن لأعلى، وليس ألم المعدة المعروف، فهل سبب هذا الألم هو الجرثومة (التهاب المعدة) أم القولون العصبي؟

ـ هل هناك علاقة بين الارتجاع المريئي والجرثومة والحالة النفسية؟

ـ ما مدى خطورة الارتجاع، ونسبة تحوله لسرطان؟ مع العلم أنه في منظار المعدة الأول منذ سنة ونصف لم يجد هناك أي علامة لالتهاب في المريء، وكذلك ليس هناك فتق حجابي، وصمام المعدة عادي، وليس به توسع، فهل يمكن للحالة النفسية أن تؤثر في الصمام، فيحدث ارتجاع عابر بسبب الضغوطات النفسية؟

المعذرة على الإطالة، والمرجو إجابتي؛ لأنني خائف جدا، ولا أدري ماذا أفعل.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ houssam حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السؤال الأول:
من المعروف أن أضداد جرثومة المعدة (Helicobacter Pylori) تستمر مرتفعة في الدم لفترة طويلة، ولسنوات أحياناً، رغم التخلص والشفاء منها بالمعالجات الخاصة, ولكن عندما نريد التأكد من استمرار وجودها في حال عدم نجاح المعالجة من التخلص التام من الجرثومة, أو في حال توقع وجود نكس في الإصابة بنفس الجرثومة، فهنالك عدة طرق لإثبات ذلك:
1- أخذ عينات من غار المعدة، وإجراء اختبار الفحص السريع المعتمد على قدرة الجرثومة على تفكيك اليوريا.
2- فحص عينة غار المعدة؛ للبحث عن الجرثومة مباشرة بالتشريح المرضي.
3- اختبار أضداد الـ (igA) في البراز.
4- أما البحث عن أضداد الـ (igM) للجرثومة في الدم فتفيد لتشخيص النكس بالإصابة.

أما دواء الدوغماتيل فهو من المهدئات اللطيفة، والتي لها دور جيد في علاج الكولون العصبي، وآلام المعدة العصبية، ولا يمكن القول إن القرحة أخطر من التهاب المعدة أو العكس إلا على ضوء معرفة العامل المسبب لكل من الإصابتين على حدة، وتكمن الخطورة إذا أمكن القول أو شدة المرض تبعاً للعامل المسبب.

السؤال الثالث: إن آلام أسفل البطن لا تعود حكماً لإصابة التهابية أو قرحية في المعدة، والأرجح هو احتمال معاناتك بالكولون العصبي.

والسؤال الرابع: ليست هنالك علاقة سببية بين الارتجاع الحامضي والشدات النفسية إلا فيما قد يزيد من شدة الأعراض عند توافر عامل نفسي أو شدة نفسية.

أما علاقة الارتجاع الحامضي والجرثومة حتى الآن لا يمكن الجزم بدور هذه الجرثومة في أعراض القلس المعدي المريئي، رغم أن العديد من حالات الارتجاع تتحسن جزئيا بعد علاج الجرثومة، والبعض الآخر -وبشكل مناقض- تزداد لديه الأعراض سوءاً عقب القضاء على هذه الجرثومة.

السؤال الأخير: طالما أن التنظير الهضمي لم يكشف لديك أي وجود لالتهاب بالمريء, أو أي تواجد لجزر باريت أسفل المريء, فليس هنالك أي درجة أو احتمالية لوجود الخطورة المتعلقة بالتحول الخلوي الخبيث -بإذن الله-.

أخي الفاضل: إن حيزاً هاماً من معاناتك تعود للتوتر والخوف غير المبرر لديك.

مع تمنياتي لك بالصحة الوافرة -بإذن الله- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً