الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني لا يتبع إشارة أصابعي إذا أردت أن أريه شيئًا.. هل هو مصاب بالتوحد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد طرحت مشكلتي، لكن لم يتم الرد عليها.
لدي طفل عمره سنتان و8 أشهر، لم يتكلم إلى الآن سوى خمس أو ست كلمات مثل: بندورة وموز.

لدي خوف من أن يكون عنده توحد، يحب أن يلعب مع الأطفال بألعاب معينة فقط كالركض، يميزني ويميز والده، لديه تعلق بقنوات الأناشيد كثيرًا، لا يستجيب لندائي إلا نادرًا، ولا يستجيب لأوامري، ولا يتبع إشارة أصابعي إذا أردت أن أريه شيئًا، يأخذ بيدي عندما يريد شيئًا، يحب اللعب في الخارج، كما أنه يتلفظ بكلمات غريبة غير مفهومة، هل ابني يعاني من التوحد؟

أرجو الرد بالسرعة على تساؤلي، فأنا أثق بإجاباتكم وأشكركم على رحابة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا، ولا شك أنه أمر مقلق مع ابنك، حفظه الله وأقرّ به أعينكم.

ليس بالضرورة ومن خلال كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح طيف التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضًا لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ومن الصعب تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة، وفي الغالب أن طفل التوحد يكون عنده نمو طبيعي في اللغة، ولكن مع بداية التوحد تبدأ لغته بالتراجع...

ولا يبدو طفلك يمانع الاحتكاك واللعب مع الأطفال، حيث إنه وكما فهمت يلعب مع الأطفال ويسابقهم...، فهذه صفات تكاد تنفي وجود طيف التوحد، وخاصة الشديد منه.

ومن الطبيعي أن معظم الأطفال قد لا يستجيبون أحيانًا لأمهاتهم عندما تنادى عليهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجًا في لعبة أو هواية ما، أو عندما يريد جذب الانتباه لنفسه، فلا تقلقي لمجرد هذا الأمر.

أنصحكم بأخذ الطفل لطبيب الأطفال، وللاطمئننان أن صحته طيبة بشكل عام، وأن حواسه طبيعية، وخاصة نموه النفسي والحركي...، وفي نفس الوقت حاولي تسجيل ملاحظاتك عن سلوكيات الطفل وما يفعله، أو ما لا يفعله، فهذا يفيد جدًا في التقييم.

وإذا لم يحدث تغيير يذكر خلال عدة أشهر قادمة فلا بأس من عرض الطفل مجددًا على طبيب نفسي أطفال، وكذلك على أخصائية تخاطب ليقوم كل منهما بالفحص العام والشامل، ولينفي وجود أي شيء مقلق، -وإن شاء الله- لن يجد شيئًا مقلقًا سوى تأخر بعض النطق، وهو أمر شائع عند الأطفال، ومعظمهم ينمو ويتجاوز هذا التأخر.

حفظ الله طفلك، وأقرّ عينيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً