الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي وسائل منع الحمل المناسبة، وما تأثير الأعشاب على الأجنة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات، وأم لطفل عمره ثلاث سنوات، وطفلة عمرها أربعة أشهر ونصف، وبعد ولادة الثانية بشهر ونصف أخذت إبرة منع الحمل التي يستمر مفعولها لمدة ثلاثة أشهر، أو 12 أسبوعا، وبعد أخذ الحقنة بأسبوعين نزلت الدورة، وكانت خفيفة، واستمرت لمدة 10 أيام، وبعدها توقفت لمدة 12 أسبوعا، والحقنة لم تناسبني حيث صرت متوترة وسيئة المزاج وعصبية، بالإضافة إلى تساقط الشعر، خاصة في مقدمة الرأس، فقررت عدم استعمالها مرة أخرى.

وبعد مرور 12 أسبوعا ويومين، حدث الجماع، وخفت أن يكون مفعول الإبرة قد انتهى في جسمي، فأخذت في اليوم التالي حبة منع الحمل، والتي تؤخذ بعد الجماع قبل مرور 72 ساعة، وبعدها بيومين حدث جماع بدون إيلاج، وقرر زوجي استخدام الواقي الذكري، ولكن بعد مرور حوالي عشرة أيام من أخذ الحبة، نزل دم قليل جدا، ولمدة يومين، وكان لونه بين البني والأحمر الفاتح، وشككت أن يكون حملا، وهذه علامة التعشيش، فقمت بأخذ أي شيء ينزل الدورة، ويمنع حدوت الحمل، مثل: القرفة والزعتر والبقدونس وغيرهم.

هل أنا حامل فعلا؟ مع العلم أنني أشعر بألم خفيف يشبه ألم الدورة، ولكنها لا تنزل، وما حكم ما فعلته من شرب القرفة لمحاولة إنزال الدورة وإفساد الحمل؟ وإن كنت حاملا، فهل يؤثر الذي شربته على صحة الجنين أم لا؟ وما حكم الشرع في إنزال الحمل قبل الأربعين؟ لأن طفلتي ما زالت صغيرة، وأريد الاستمرار في الرضاعة الطبيعية.

وأيضا لأنني قررت إنزال وزني قبل الحمل مرة أخرى، علما أن وزني قد زاد بعد الحمل الأول إلى الآن 25 كلغ، وأنا خائفة على صحتي، وزوجي يؤنبني، ويطلب مني ممارسة الرياضة والحمية؛ لإعادة وزني السابق، وهذا أمر صعب بعد الحمل والولادة، إضافة إلى ذلك فإن ابني يغار من أخته، وتغير سلوكه كثيرا، ولا أريد أن أصدمه بطفل جديد، حتى يتعود على أخته، ولكم مني جزيل الشكر، وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مفعول الإبرة التي تعطى كل ثلاثة أشهر لمنع الحمل, يستمر عادة لمدة أربعة أشهر, ولكننا ننصح بإعطائها كل ثلاثة أشهر كنوع من الاحتياط فقط, لأن إعطاءها في ذلك الوقت لن يضر, لكنه سيقلل من نسبة الفشل, ولأن بعض السيدات قد تنسى أخذها في الوقت المحدد، فبذلك يكون أمامها متسعا من الوقت.

لذلك فإن المرجح بأن لا يكون حدث عندك حمل, لأن مفعول الإبرة كان موجودا في جسمك في تلك الفترة, أما الدم الذي نزل فهو على الأرجح دورة, لكنها نزلت خفيفة لأن بطانة الرحم عندك ضامرة, بسبب تأثير الإبرة عليها, وأيضا بسبب الإرضاع.

إن ما سبق قوله, أي عدم وجود حمل ووجود ضمور في بطانة الرحم, هو الاحتمال المرجح عندك, لكن بالطبع يجب دوما عمل تحليل للحمل، وذلك كنوع من الاحتياط فقط, لأن لكل وسيلة منع حمل مهما كانت فعالة نسبة من الفشل, ورغم أن هذه النسبة في مثل حالتك هي نسبة قليلة جدا، إلا أن الاحتياط واجب دوما.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
----------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
-------------------------------------------
مرحبًا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

قد أفادتك الأخت الفاضلة الدكتورة رغدة بأن الأرجح أنه ليس لديك حمل، ومن ثمَّ فقد أراحتك من السؤال حول الإجهاض قبل مرور الأربعين، ولكن مزيدًا في الفائدة نقول: إن الإجهاض قبل الأربعين محل خلافٌ بين الفقهاء، فمنهم من يرى عدم الجواز، لأن هذه النطفة في طريقها إلى التخلُّق، ومنهم من يرى بأنه لا حرج في إسقاطه أثناء هذه الفترة.

وعلى فرض أنك قد حصل لك حمل وأنت لا تزالين في هذه الفترة ورأيتِ أن من مصلحتكِ في القيام بشؤون أولادك وحقوق زوجك – ونحو ذلك من الأغراض – رأيتِ أنها تدفعك إلى الإسقاط فأخذتِ بقول الفقهاء الذين يقولون بجواز الإسقاط في هذه الفترة فلا حرج عليك.

وأما الدم الذي سألتِ عنه أو الذي وصفتِ أنه نزل منك، فالأصل أن الدم الذي ينزل من المرأة دمُ حيضٍ ما دام في زمن الإمكان، أي ما دام قد فصله عن آخر دورة أكثر من ثلاثة عشر يومًا، وهي أقل الطهر عند بعض الفقهاء، كما هو مذهب الحنابلة، وما دام الدم الذي رأيته بلغ يومًا وليلة وزاد على ذلك بأن بلغ يومين – كما وصفتِ – وكان في زمن الإمكان فهو حيض.

أما إذا كان غير دمٍ بأن كان سائلاً بُنِّيًّا – يعني مثل لون الماء الذي يُخلط بالتراب – فهذا يقال له كُدرة، والكدرة هل هي حيض أم لا؟ هذا محلُّ خلافٍ بين الفقهاء، الذي نُفتي به نحن في موقعنا أنها إذا كانت في أيام العادة فهي حيض، أما إذا كانت في غير أيام العادة فلا تُعتبر حيضًا إلَّا إذا اتصلتْ بالدم قبلها.

نرجو بهذا أن يكون الموقف الشرعي ممَّا سألتِ عنه قد اتضح.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً