الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا موسوس؟ وهل أحتاج للذهاب إلى طبيب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 17 سنة، بدأتْ حالتي بألم أسفل البطن، وقمت بعمل تحليل Cbc، والحمد لله كان سليما، وتحليل براز وتبين وجود e.histolytica وصديد ودم.

قمت بعمل تحليل بول -والحمد لله- كان سليما، وأشعة صوتية للبطن مرتين –والحمد لله- كانت سليمة، وأشعة x ray للصدر -والحمد لله- كانت سليمة.

مشكلتي الآن هي صداع منذ 4 أشهر، مستمر طوال اليوم، وألم في العين، علماً بأن لدي حساسية في الأنف، وأيضا أشعر بألم في مفاصل اليد والرجل، وقد قرأت على النت عن خطورته فخفت كثيرا.

الله يوفقكم طمنوني لأنني أوسوس كثيرا، وأهلي يقولون هذا عني، وكل دكتور أذهب إليه يقول إني موسوس وأحتاج لطبيب نفساني، وأفكر كثيرا.

ملحوظة: تحليل الـ cbc كانت نسبته mcv 69.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أنك موسوس، ولا أعتقد أنك مُصاب بنوع من الوسواس القهري الحقيقي، لكن ربما يكون لديك شيء من القلق البسيط والتخوف المرضي، وهذا شائع جدًّا في مثل عمرك، حيث إن عمرك هو عمر التغيرات النفسية والبدنية والفسيولوجية والهرمونية، والإنسان قد تأتيه بعض الأعراض الجسدية، وتُضخم هذه الأعراض من خلال ما يمكن أن نسميه بالتأثير النفسي، يعني: الصداع يعرف أن هناك نوعا من الصداع يُسمَّى بالصداع العصبي، لكن هذا الصداع العصبي قد يبدأ بانقباضات عضلية، مثلاً إذا نام الإنسان في وضعية خاطئة، يحدث انشداد لعضلات فروة الرأس وعضلات الرقبة، وهذا قطعًا يؤدِّي إلى شيء من الصداع.

إذًا هذه حالة عضوية، لكن يأتي الجانب النفسي -الجانب القلقي- ويزيد من هذا الصداع ليصبح أكثر شدة وحِدَّة، فالجوانب النفسية موجودة في كل شيء.

أنا أريدك حقيقة ألا تتردد بين الأطباء، هذا علاج أساسي بالنسبة لك، أنت في بدايات سن الشباب، إن شاء الله تعالى صحتك سليمة، وجسدك سليم، آلام البطن كانت واضحًة من الالتهاب الذي أثبته الفحص، وقطعًا أخذت العلاج والأمر انتهى، الألم الخفيف في العينين والصداع قطعًا هذا له علاقة بحساسية الجيوب الأنفية، فبعد أن تُعالج الحساسية يجب أن ينتهي الأمر عند هذا الحد. وهنالك خطواتٍ لا بد أن تتخذها:

أولاً: تمارس رياضةً باستمرار.
ثانيًا: نم في الليل مبكرًا، هذا مهمٌّ جدًّا جدًّا، وتكون في حالة استرخاء.

الأمر الآخر: تجتهد في دراستك، وتجتهد في صلاتك، وفي برِّ والديك، وتكون لك صداقات مع الصالحين من الشباب، وتكون لك آمال وتطلعات حول المستقبل، تصوّر بعد 7 أو 8 سنوات ما هو وضعك؟ لا بد أن تكون صاحب وظيفة محترمة، لا بد أن تكون لك الزوجة الصالحة والذرية الطيبة، هذه المراحل الحياتية تتطلب الإعداد، والإعداد يتطلب أن يكون الإنسان صاحب فكر، وله آمال وله تطلعات، أريدك أن تكون على هذه الكيفية، ولا أعتقد أنك في أي حاجة لعلاج نفسي، ولا أعتقد أنك في حاجة لطبيب نفسي، هذا الذي ذكرته لك يكفي تمامًا.

وأسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً