الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قصر نظر فهل سببه وجود ورم في رأسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أعاني من صداع في رأسي منذ ثلاثة أعوام، مع ارتباك وخوف وقلق وتفكير دائم، مع الوساوس والنسيان، خائفة من وجود ورم في الرأس، ولا يمكنني مراجعة الطبيب، علما أنني أعاني من قصر النظر، ويمكن أن يؤثر الورم على نظري.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بكل أسف المخاوف كثرتْ في زماننا هذا، خاصة المخاوف المرضية، وبعض الناس لسببٍ ما أو لتجارب مرَّتْ بهم تجدهم يلجؤون لسوء التأويل لأبسط الأعراض التي تأتيهم، أعراض جسدية أو أعراض نفسية، هذه ظاهرة شائعة جدًّا.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ليس كل صداع يعني أن الإنسان يعاني من ورم في الرأس، أورام الرأس نادرة جدًّا، والصداع العصبي والتوتري والشقيقة هذا هو الأعم والأكثر.

فأنت الآن تعانين من حالة نفسية بسيطة نسميها بقلق المخاوف الوسواسي، هنالك قلق، هنالك مخاوف، وهنالك وساوس، أرجو أن تقتنعي أن هذا هو تشخيصك الصحيح، لأن علاجك الصحيح يتمثل في الحرص على التجاهل، وألا تترددي بين الأطباء، وأن تتوكلي على الله، وأن تعيشي حياة صحيّة، الحياة الصحية تعني: النوم الليلي المبكر، التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، الحرص على الصلوات في وقتها، التواصل الاجتماعي، أن يكون لك برامج مستقبلية تضعي فيها خططا لتُحققي آمالك وطموحاتك، أن تكوني شخصًا فعّالاً في أسرتك، هذا -إن شاء الله تعالى- يصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، وهذا هو الذي أنصحك به -أيتها الفاضلة الكريمة-.

قطعًا تناول أحد مضادات المخاوف والوساوس ستكون مفيدة جدًّا لك، هنالك عدة أدوية، أُفضِّلُ أن تذهبي إلى الطبيبة، الطبيبة النفسية أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية، لتُطمئنك أكثر، وتصف لك أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار (زولفت Zoloft)، والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو (سيبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (إسيتالوبرام Escitalopram).

بالنسبة لموضوع قصر النظر: أمر شائع، تابعي مع طبيب العيون، والأمر لا علاقة له بالورم -أيتها الفاضلة الكريمة-، لا داعي لهذا التشاؤم وسوء التأويل بهذه الصورة، وأنا أود أن أوصيك وصية خاصة: أذكار الصباح والمساء تُطمئن الإنسان كثيرًا، هذا أمرٌ مُجرَّبٌ فاحرصي عليها، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب.

++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. محمد عبد العليم ... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان. تليها إجابة: د. شادي زهير طعمة ... اختصاص أمراض العيون وجراحتها.

ليس لقصر النظر أي علاقة بأورام أو ما شابه ذلك في الدماغ، فقصر النظر هو مشكلة عينية بحتة، ويكون بسبب طول أو قصر محور العين أو عدم انتظام تحدب القرنية، فيحدث لدى المريض مد أو حسر أو حرج بصر (وهو على الأغلب أهم سبب للصداع المزمن الذي تعاني منه منذ 3 سنوات)، ويكون تدبيره بارتداء النظارة المناسبة بعد زيارة الطبيب المختص، وإجراء الفحص العيني الدقيق والشامل.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة و العافية

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً