الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جرعة دواء الزولفت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دكتوري الحبيب محمد عبد العليم المحترم، أنا أحبك في الله، يا دكتور بارك الله فيك، وأسعد قلبك، وأطال في عمرك، وأدام عليك الصحة والعافية أنت وكل عاملي الموقع الكريم.

عمري 17 سنة وتسعة شهور، أعاني من الرهاب الاجتماعي، ورهاب الساحة، والخجل، وتقلب المزاج، وعدم التفكير بطريقة منطقية، ووسواس بسيط، واكتئاب يأتيني عندما أمرض، ومشكلتي أني أمرض كثيرًا -ولا حول ولا قوة إلا بالله- والاكتئاب يزول عندما لا أكون مريضًا، وعندما قرأت استشاراتك قررت أخذ الـ (زولفت)، وبالفعل اشتريت ست علب منه، والبارحة بدأت بأخذه نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم حبة لشهرين، ثم نصف حبة لأسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لأسبوعين، ثم أتركه كما كتبت حضرتك في أحد الاستشارات، إلا أني خفضت مدة 3 شهور لشهرين؛ لأني سأقدم في اختبار شهادة الثالث الثانوي، وعليّ إنهاء الدواء قبلها وأسئلتي هي:
- هل جرعتي صحيحة؟ ولماذا لا تجوز لمن هو تحت الـ18؟

- البارحة أول يوم أخذته الساعة 8 ليلا، وأحسست بألم متوسط في الصدر جاءني بعد ساعة من أخذ الدواء، ثم زال، وعندما استيقظت عاد الألم لساعة ثم -الحمد لله- زال، ويمكنني تحمل الألم، ولكنه مزعج، وأيضًا استغرقت ساعة حتى نمت، فقد جعلني الدواء يقظًا قليلاً.

- هل ألم الصدر سيزول أم سيأتيني حين أترك الدواء؟

عندي مغص كلوي بسبب حصى بالكلى، فهل يجوز أخذ دواء (سيتا كودايين) مسكن وأدوية تفتيت الحصى مع الـ (زولفت)؟

أخيرًا: أنا أشرب الكمون نصف كاس مرتين يوميًا قبل الأكل للتخفيف من القولون العصبي -والحمد لله- هو مفيد، فهل يجوز شربه أثناء العلاج؟ لأني قرأت بأنه لا يجوز شرب أعشاب أثناء العلاج أرجو أن تساعدني -سيدي الحبيب- فأنا في تركيا، ولا أفهم اللغة، ولا أستطيع زيارة طبيب نفسي.

أرجو ألا تقول لي أن علي تغيير الدواء؛ لأني اشتريت ست علب، وأنا أملي كبير في هذا الدواء بعد الله تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، وأشكرك كثيرًا باسم الإخوة في استشارات إسلام ويب.

أخِي الفاضلُ: لا أريدك أبدًا أن تُضخم وتُجسِّم مشكلتك، أنا لا أريد أن أهوِّن عليك أمرًا أنت تعاني منه، لكن أقول لك وبكل مصداقية: أنت تعاني من القلق من التوتر من الخوف من الوساوس ومن الاكتئاب، هذه المسميات لا تعني أبدًا أنك تعاني من خمسة أو ستة أمراض، هي كلها متداخلة مع بعضها البعض، والقلق هو أساس الأمور في كل شيء، والتفكير السلبي هو الذي يُحرِّك كل هذه الأعراض، فأول ما تقوم به - أخِي الكريم - أن تعيش على الأمل والرجاء، وأن تكون إيجابي التفكير، وأن تفوض أمرك إلى الله تعالى، وأن تسعى لأن تُحقق كل ما تريد.

يجب أن تكون مفاهيمك، مفاهيمك الأساسية، وأنت صغير في السن جدًّا، ومُقدمٌ على الحياة، ومن الواضح أن مقدراتك مقدرات رائعة، مقدراتك المعرفية، مقدراتك التعبيرية، تقييمك للأمور أحسُّ فيه النضوج، وأحسُّ فيه المنطق، وهذا كله أمرٌ يُشجعني كثيرًا على أن مآل حالتك -إن شاء الله تعالى- سوف يكون إيجابيًا وجيدًا.

إذًا التغيير الفكري، التغيير المعرفي، والإصرار على السعي والنجاح مهما كانت المشاعر ومهما كانت الأفكار، الإنسان الذي يعمل بالرغم من المعاناة ينتصر في نهاية الأمر، ويتحوّل الحزن إلى فرح عظيم -إن شاء الله تعالى- ويتحول التردد إلى نوع من النضوج النفسي الكبير، والوساوس تنتهي، والقلق يتحول من قلقٍ سلبي إلى قلق إيجابي، والخوف الاجتماعي ينتهي إلى الأبد -إن شاء الله تعالى- .

فيجب أن تسعى لتغيير نمط حياتك على الأسس التي ذكرتها لك.

أما بالنسبة للدواء - أخِي الكريم - فهذا أمرٌ متفق عليه، أنا شخصيًا لا أفضِّلُ أبدًا أن يتناول أي أحد دواء نفسي دون استشارة مباشرة قبل سِنِّ الثامنة عشر؛ لأن هذه السن تجعل الإنسان أكثر تأهيلاً لأن يلتزم بهذه الأدوية، والأمر الآخر: أثير في بعض الأبحاث - وإن كان الآن الخوف ليس بالشدة التي كانت فيما مضى - أثيرتْ بعض التحذيرات أن هذه الأدوية النفسية ربما تُثير أفكارًا انتحارية لدى مَن هم دون الثامنة عشر، لذا نحن نحاول بقدر المستطاع أن ننتهج المنهج الذي نراه جيدًا، وأن نُرشد الناس إلى عدم تناول الأدوية النفسية قبل هذه السن.

أنت في تركيا ظروفك مُقدَّرة جدًّا، ويمكن أن تذهب إلى الطبيب العادي - الطبيب العمومي - لتعرض عليه الدواء، هذا أيضًا أمرٌ جيد، وفي ذات الوقت اسع لتطبيق السبل غير الدوائية، هذا فيه خير كثير لك -إن شاء الله تعالى-.

الدواء سليم جدًّا، وليس له تفاعلات سلبية مع الأعشاب، الآثار الجانبية التي تحدثت عنها من الشعور بالمغص والألم لا أعتقد أن له علاقة بتناول الدواء.

بالنسبة لتناول الـ (سيتا كودايين Codeine): مركبات الكودايين قد يتعود عليها الإنسان، فأرجو ألا تتناولها دون استشارة طبية مباشرة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً