الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد علاج للتلعثم والخوف من مواجهة الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم.
أسأل الله الذي جمعنا في هذا الموقع أن يجمعنا في جنات النعيم.

أنا طالب جامعي بعمر 20 سنة، لا أدري هل هي مشكلة أو مرض، فأنا أعاني من التلعثم في الكلام، خصوصاً عند مواجهة أشخاص، وتزيد وتقل على حسب الأشخاص والمواقف التي أتعرض لها وبسببها عانيت الكثير، منها السخرية من الناس، وانخفاض في التحصيل الدراسي عندما كنت صغيراً، وغيرها الكثير، وأخاف مستقبلاً أن أفقد وظائف بسببها، علماً أني عندما أتكلم لوحدي في غرفتي لا أتلعثم!

ساعدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية، ونسأل الله تعالى أن يحقق ما تمنيته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ما يتعلق باضطراب الكلام ربما ترجع أسبابه للتوتر والقلق، وليس هناك مشكلة في الجهاز العضوي، بدليل أن المشكلة تختفي عندما تكون لوحدك فهي مرتبطة بوجود الآخرين.

لابد أن تعلم -أخي الكريم- أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم، لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لهم محاسن، ولهم عيوب، والكمال لله وحده.

تقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين، وإليك بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعد في حل المشكلة:

- عدم التركيز على المشكلة بشكل مفرط مما يؤدي إلى تفاقمها، وإعطائها حجم أكبر من حجمها.

- لا تعظم من تخاطب فإنه مخلوق مثلك، له عيوب وله نواقص.

- ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي والتنفس العميق تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015) ومحاولة التمرين على نطق الحروف التي تجد صعوبة في نطقها كالهمزة المفتوحة مثلاً، وكأنك تقرؤها لأول مرة، وترديد ذلك بحيث يتم تسجيل الصوت وسماعه عدة مرات.

- لا تستعجل في الكلام، كما تعلم فإن إخراج الصوت يتطلب قدراً معيناً من النفس فأعط نفسك فرصة، وخذ نفساً عميقاً بين الحين والآخر أثناء المحادثة.

- الترديد مع القُراء والمنشدين بصوت مسموع، والأفضل استخدام سماعات شخصية توضع على الأذن مباشرة كسماعات الجوال.

- تدرب على الكلام البطيء وأنت جالس لوحدك، ويا حبذا إذا سجلت بعض المقاطع وسمعتها بين الحين والآخر، لتزداد ثقتك بنفسك، وأكثر من قول رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً