الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بشيء في صدري من عدم ارتياح مثل كتمة، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم
أسعد الله مساءك دكتور محمد.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره بأنه يحبه) وأنا والله إني لأحبك يا دكتور محمد، وأشهد الله على ذلك.

أنا أستخدم دواء سلبرايد يوماً بعد يوم، ودواء لوسترال 100 ملم يومياً، وأشعر بشيء في صدري من عدم ارتياح، مثل كتمة في الصدر تأتي وتزول، ثم تأتي طويلاً وتزول قليلاً، ثم ترجع لا أدري كيف أصف الشعور، لكن كأنها كتمة أو اكتئاب أو تقلب مزاج إذا جاز التعبير، لكن كأنه كتمة في الصدر وثقل خفيف.

هل من علاج يا دكتورنا الحبيب، لهذه الحالة؟ تعبت وسئمت منها. أريد علاجاً فعالاً ليقضي عليها -بإذن الله- علما أني شاب لم أتزوج بعد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أحبَّك الله الذي أحببتنا فيه، وأنا قطعًا سعيد جدًّا برسائلك هذه.

أخِي الفاضلُ: نعم توجد حلول ويوجد علاج لحالتك، ولا شك في ذلك، والعلاج - أخِي الكريم - كما أسلفنا وذكرنا وكرَّرنا وأكدنا هو أهمية الرياضة، الرياضة يتم ممارستها بانتظام، وبإقدام، وبالتزام.

أخِي الكريم: كل هذا الضيق والتوترات ناتجة من انقباضات عضلية في القفص الصدري، وتعكُّر المزاج وحتى الكدر يتحسَّن من خلال الرياضة؛ لأن الرياضة تُنشِّط إيقاعات الدماغ بصورة إيجابية جدًّا.

أخِي الكريم: يجب أن تعطي هذا الأمر أهمية، تمارين الاسترخاء أيضًا يجب أن تعطيها أهمية كبيرة جدًّا وتُطبِّقها.

لا أريدك أبدًا أن تجعل العلاج الدوائي هو الحل الوحيد بالنسبة لك، أنت تأخذ أدوية كافية جدًّا، كان بالإمكان أن أقول لك: نعم تناول الـ (زانكس Xanax)، تناول الـ (لوكستونيل Lexotanil)، تناول الـ (ديازيبام Diazepam) ليزول عنك هذا القلق والتوتر والانقباضات العضلية.

أنا أعرفُ إذا وصفتُ لك أيّاً من هذه الأدوية أو غيرها سوف يزول عنك تمامًا هذا، لكن لا يسمح لي ضميري أن ألحق بك ضررًا مستقبليًا عظيمًا، لا يمكن أبدًا أن أصف لك أدوية لها مضار معروفة، ولا يمكن أبدًا أن أنزع منك آليات التعافي السلوكية وأجعلك فقط تركن إلى الأدوية، هذا لا يمكن.

أخِي الكريم: خذ ما ذكرته لك، وأنا متأكد أنك سوف تتحسَّن، وكن دائمًا في جانب التفاؤل، الفعاليات التنشيطية، الشعور بقيمة الذات، وأن أسأل نفسي: لماذا أنا هكذا؟ لماذا أنا سلبي؟ لماذا أنا مكتئب؟ لماذا أنا متضايق؟ لا أقبل بهذه المشاعر كمسلَّمات، لا، بل أرفضها، وأطردها، وأستبدلها، وأعيش حياة جميلة وطيبة.

يجب أن تَقْدِم على الزواج - أخِي الكريم - أليس في الزواج المودة؟ نعم، أليس فيه الرحمة؟ أليس فيه السكينة؟ هذا أنت تحتاجه، فادفع نفسك في هذا الاتجاه الصحيح، ولن أضيف لك أي علاجٍ دوائي آخر، الـ (زولفت Zoloft) أو الـ (سيرترالين Sertraline) والـ (سلبرايد Sulipride) تكفي تمامًا.

خذ بالوسائل الأخرى، وأسأل الله أن ينفعك بها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب زينب

    تماما نفس الحالة اللهم لك الحمد شكلاا لك دكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً