الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أحمل لكني أعاني من اضطراب الدورة!

السؤال

السلام عليكم.

عمري ٣٤عاما، ولدي طفلان الأكبر ٨ سنوات، والأصغر ٥ سنوات، ودورتي الشهرية تنزل كل 26 يوما، فأول 3 أيام تكون عادية، وبعدها ينقطع الدم من اليوم الرابع حتى اليوم السابع ويبدأ بالنزول مرة أخرى من اليوم الثامن، ولكن بكمية أقل وتتدرج إلى الصفرة، وإلى القصة البيضاء حتى اليوم العاشر، فهل انقطاع الدم يعتبر أمراً طبيعياً ويمكن أن يحدث الحمل؟ لأنني راغبة بالحمل، علماً أنني تناولت أقراص سيكلوبوجينوفا 3 أشهر ولم تتغير الدورة وانقطعت أيضا في المنتصف، وعملت تحاليل الغدة الدرقية، والغدة النكافية، وكانت النتيجة سليمة، وهل لا بد من أخذ علاج لتنظيم الدورة من أجل حدوث الحمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحدث أحيانا اضطراب في الدورة الشهرية بعد الحمل والولادة؛ بسبب زيادة الوزن وما يتركه من أثر على الجسم، بما في ذلك التكيس على المبايض، وضعف التبويض، مما يؤدي إلى نزول الدورة الشهرية بعدد أيام يختلف عما اعتادت عليه السيدة من قبل، ومتوسط الدورة الشهرية المنتظمة من 3 إلى 7 أيام، وعدد أيام الدورة الشهرية المنتظمة 21 يوما وحتى 34 يوما، بشرط تكرار نفس عدد الأيام كل شهر، وما خلا ذلك يشير إلى عدم انتظام الدورة، ونزول إفرازات بنية لعدة أيام بعد توقف نزول الدم يشير إلى ضعف في بطانة الرحم، نتيجة لضعف في التبويض، وخلل في التوازن الهرموني، ويصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، ولا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وتأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

ومن أهم أساب تلك المشكلة الوزن الزائد والسمنة، ونشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها، وارتفاع هرمون الحليب، ولذلك يجب فحص صورة دم (CBC)، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم، والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولإعادة تنظيم الدورة، ووقف التكيس المحتمل، وعلاج الأكياس الوظيفية يمكن تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل بل وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

مع ضرورة العمل على إنقاص الوزن في حال زيادته في الشهور الستة القادمة، حيث إن إنقاص الوزن يمثل العنصر الأساسي في العلاج، وذلك من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

مع ضرورة تناول حبوب Ferose F قرصاً واحداً يومياً وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل لتقوية العظام، ومنع مرض الهشاشة مع الغذاء الجيد المتوازن، والاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وتناول مشروب أعشاب البردقوش والميرامية والقرفة، حيث أن لها بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في ضبط الدورة، ولا تعتبر علاجاً يمكن الاعتماد عليه، كذلك قد يفيدك تناول حليب الصويا، وفي نهاية تلك الشهور الستة يمكنك إجراء التحاليل التالية وهي -DHEa- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً