الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف وكأني أصابتني عين حاسد

السؤال

السلام عليكم

قصتي بدأت عندما كنت في الصف الثالث المتوسط، وكنت متميزاً، وطبيعياً، أي لا يوجد قلق أو توتر، وكنت متفوقاً، وكان هناك مجموعة من الطلاب عندما أجيب على سؤال عند المدرس كانوا يقولون كلمات ليس فيها كلمة ما شاء الله، وهذا كان يتكرر مع كل يوم، بعدها أحسست بالقلق والخوف، وأني أصبت بالعين، وأشعر بصعوبة المواضيع وخوف حتى عندما أجلس لوحدي في مكان هادئ، وأشعر أني لا أفهم أي شيء، وأن قدراتي العقلية أصبحت سيئة، ومن هنا بدأت مرحلة لوم النفس في أي خطأ أعمله.

عندما أنسى أي شيء طلبه مني أبي كان يقول لي أنت لا تفهم، وأنت كذا وكذا، وكنت ألوم نفسي، وأدخل في مرحلة قلق داخلي وخوف واكتئاب، وأشعر أني مقفل لفترة من الأيام، واستمرت معي الحال حتى تخرجت من الثانوية، وبعدها خفت على نفسي من أن تؤثر علي، وفعلاً أثرت، وكنت أحس أني أقل من الآخرين من الناحية العقلية، والتحصيلية، وأنهم أفضل مني!

فقدت الثقة بالنفس، وأصبحت كسولاً خاملاً، تفكيري منصب في تفسير ما حصل لي، وما أعاني منه، وقررت أن أذهب إلى شيخ للقراءة، وقال: إن وضعك جيد، وما فيك أي شيء.

خلال السنة الثالثة في الجامعة عملت خطأ، ولمت نفسي كثيراً، وبعدها شعرت بأني لا أشعر بنفسي، وأحس نفسي منفصلاً عن الواقع، ووساوس قهرية جداً متعبة، فبدأت بدواء السيبراليكس، ومشكلة صعوبة الحفظ وتشتت الانتباه، وضيقة الصدر، وفقدان الثقة، ولا زالت موجودة، فالمشاكل التالية التي أعاني منها:
- الخوف، سواء بموقف أم لا.
-القلق.
-الوساوس القهرية المتعبة جداً.
-عدم الراحة.

أنا مقبل على مرحلة مهمة، وهذه العوائق أمامي، فلا أدري ماذا أفعل؟ وصف لي الدكتور دواء (البريستيق) ولم أتناوله، هل تأثيره واضح، خاصة في الوساوس القهرية؟ وهل هذا الدواء له تأثير على الكلى؟ وما تأثيره من الناحية الجنسية؟ وهل يسبب أي مشاكل في الإنجاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdulaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، رحلتك مع القلق طويلة، حيث بدأت في مراحل مبكرة وأنت لديك اجترارات ووساوس، وقد تشبعت أفكارك بما حدث لك فيما مضى أيام المدرسة، واعتقادك أنك قد أصبت بالعين، ولا شك أن ذلك يؤدي إلى قلق وساوس كثيرة جداً.

أرى أن حالتك بسيطة -إن شاء الله تعالى- هي ظاهرة أكثر مما هي مرض، لكنك حساس وشخصيتك تحمل جوانب اليقظة الشديدة والحساسية، مما جعلك تتفاعل أو تحس بأعراضك بصورة فيها شيء من التضخيم، ولا أقول المبالغة.

أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، هذا هو تشخيص حالتك، العلاج يكون عن طريق التجاهل عن طريق الإصرار للإنجاز والنجاح، واستبدال الفكر السلبي بفكر إيجابي، وأن تمارس الرياضة، وأن تضع أهدافك في الحياة بصورة واضحة وجلية، وتتخذ الخطوات التي توصلك إلى أهدافك دون أي مساوامات، علاقتك الاجتماعية لا بد أن تتطور الرفقة الطيبة الصالحة تكون نموذجاً دافعاً للإنسان في حياته، بر الوالدين والمساهمة في تطوير الأسرة أيضاً نراه من المهارات التي يجب أن يكتسبها أي إنسان حتى يتخلص من ضعفه النفسي.

البرستيج والذي يعرف باسم دسفلفاكسين دواء جيد، دواء ممتاز، دواء فاعل، وما دام الطبيب قد وصفه لك فأرجو أن تتناوله وأن تلتزم بتناوله، لأن هذه الأدوية كلها تعمل من خلال البناء الكيمائي، وهو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب لكنه جيد جداً في علاج القلق، وكذلك الخوف والوساوس ويتميز بأنه ليس له آثار انسحابية.

أما من حيث التأثير الجنسي فهو قد يؤدي إلى ضعف بسيط بالرغبة الجنسية لدى نحو 10 -20 % من الذين يتناولونه، لكن هذا الضعف الجنسي يكون مؤقتاً وليس دائماً، والدواء لا يؤثر أبداً على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً