الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب عدم قدرتي على تناول الطعام والشراب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دكتور محمد عبد العليم هل هذه مشكلة نفسية أم عضوية؟
في البداية كنت أشعر بشد أو غصة في الحلق لم آبه بها، وقلت أنها ستمر مع الوقت، ولكن طالت مدتها لأسبوع أو أكثر، ثم تطورت إلى أن أصبح الطعام يعلق في حلقي، ثم بعد ذلك أسفل الحلق في المريء، وأضطر لشرب الماء والعصير مع الطعام لكي يمر، وأصبحت أخاف من تناول الطعام وأتفاداه.

تضاءلت هذه المشكلة قليلا، ولكن حصلت مشكلة أخرى، وهي صعوبة بلع الريق، مع جفاف الفم، وآكل الحلوى كثيرا بسبب جفاف الحلق، وأشرب القليل من الماء بحذر شديد لكي لا أختنق؛ حيث أنني عندما أبلع ريقي لم أعد أبلعه بالطريقة العادية، بل أشعر أن هناك عائقا، فقد كان الريق أو الأكل عند بلعهما يدخلان للأنف من الداخل، يعني أعلى الحلق، فقد أصبحت أبلع الريق بطريقة غريبة وكأني أحمي أنفي، وإذا حدث وجربت البلع بطريقة عادية بدون أن أحمي الأنف تبدأ الغصة والسعال، ولا أدري لماذا هل الغصة تسبب هذه الإعاقة أم ماذا ؟ وما سبب مرور الريق أو الطعام إلى جهة الأنف عند البلع؟ وهل دواء spasmin المضاد لتشنج العضلات سيفيدني في هذه الحالة؟

ذهبت لطبيب الجهاز الهضمي، وأعطاني دواء ضد الغازات، ودواء ضد الحموضة، وأنا بخير من هذه الناحية، وذهبت لدكتور الأنف والحنجرة، وأعطاني فقط ماغنسيوم، ودواء اسمه calcibronat، رغم أني قرأت أنه مضاد للقلق، ولكن بصراحة حتى لو كان مضادا للقلق لا أدري ما علاقة الكالسيوم بهذا الأمر؟ أو بالتوتر والغصة؟ أليس الكالسيوم يسبب انقباض العضلات والماغنسيوم العكس؟ إذن لماذا أعطاني هذين الدواءين المتناقضين؟

كنت أريد أن يعطني مرخي للعضلات، ربما سينفع أكثر منهما، ولكن لم أستطع أن أقول له هذا لأنه لا يعطي وقتا للمرضى، وأيضا أخاف أن يتعارض هذا الدواء مع الإندرال، 10 لأني أخذ الإندرال 10 من أجل خفقان القلب الذي لم أجد له سببا، وربما قد يكون القلق سببا له، حيث أني لم أؤخره عن الإندرال؛ لأنه كما قلت لا يعطي وقتا ولا فرصة للحديث ولا الشرح.

أنا مرتاحة للإندرال 10 من ناحية الخفقان، وأتمنى أن أجد الإندرال الذي يدوم 24 ساعة لكي أرتاح في شهر رمضان؟

أعلم أن رسالتي مضطربة وغير مرتبة، ولكني أردت أن أقول كل شيء لكي لا أنسى معلومة مهمة قد تفيد في تشخيص الحالة، فقد كرهت الأكل ومواعيد الأكل، وكرهت تكراري لبلع الريق وصعوبته والخوف من بلعه منذ استيقاظي إلى حين موعد النوم، لقد تعبت، فمنذ ثلاثة أسابيع وأنا أعاني من هذه الحالة الغريبة، فهل آخذ أدوية دكتور الأنف والحنجرة، أم أشتري spasmin مضاد التشنج، أم مضاد القلق، أم ماذا أفعل؟

أرجوك أن تساعدني يا دكتور، فقد تعبت وأتمنى النوم فقط حتى أهرب من هذا الجحيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ربما يصعب علي أن أحدد هل هذا الأمر أمر نفسي أو عضوي، وإن كانت قناعاتي تميل نحو أنها ربما تكون تشنجات عضلية ناتجة من القلق النفسي، لكن الشيء الصحيح هو الذي قمت به، وهو أنك قد قابلت طبيب الجهاز الهضمي، وكذلك طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وبعد أن قاموا بفحصك اتضح أنك لا تعانين من علة عضوية، وهذا أمر مشجع وأمر طيب.

لكن ما دامت العلة لازالت موجودة؛ فأنا أفضل أن تراجعي طبيب الأنف والأذن والحنجرة مرة أخرى ليجري لك منظارا مثلاً في منطقة الانقباضات هذه من أجل التأكد، ومناظير الحلق بسيطة جداً، وفي ذات الوقت من جانبك وبعد أن يؤكد لك الطبيب سلامة الجهاز الحلقي عندك هنا عليك فقط أن تتدربي على تمارين استرخائية، تكثفين هذه التمارين، وتحاولين أن تسترخي في جميع أعضاء جسمك خاصة في منطقة الحلق والكتفين والصدر، والتناسي والتجاهل دائماً هو علاج جيد ومفيد للناس.

الرياضة مهمة أيضاً تساعد، وبالنسبة لتناول الأدوية أنا لا أنصحك أن تتناولي أي دواء، الـ (spasmin) أو غيره يجب أن يكون تحت الإرشاد الطبي، أعتقد أن الحالة بسيطة، وأميل كثيراً إلى أنها تشنجات عابرة، وسوف تزول -إن شاء الله تعالى- لكن أكرر أنا المتابعة ومقابلة الطبيب مرة أخرى أيضاً مهمة، وهي التي ستجعلك أكثر طمأنينة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً