الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو سبب رائحة فمي وما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من مشكلة سببت لي أزمة في حياتي، فقبل 5 سنوات تقريبا عملت حشوة لأسناني، وليتني ما عملتها، فقد استيقظت في اليوم الثاني ورائحة فمي لا تطاق، مع العلم أني لم أكن أشكو من ذلك قبل العملية، وعلى مدار السنوات التي تلتها حاولت أن أجد حلا لهذه المشكلة ولكن للأسف، فقد ذهبت لأكثر من دكتور، وكانوا يقترحون علي حلولا ليس لها داع، مستغلين وضعي وحاجتي.

فإحدى الطبيبات وصفت لي: معجونا للثة وبخاخا وجربته ولم أستفد شيئا منه، والأخرى قالت بأنها ستقوم بعمل تركيبات للأسنان دون أن ترى فمي أصلا.

كما أني جربت زيت الزيتون وكاشط اللسان وكل الحلول التي تخطر على البال، ولكن جميع الحلول باءت بالفشل، وأريد أن أعرف إن كانت الحشوة هي سبب الرائحة فهل الحل يكون في تركيب حشوات جديدة؟

وللعلم: فقد ركبت الحشوة للأسنان الأمامية الستة، ولا أدري أي واحد هو السبب، الرائحة تكون قوية جدا في بداية استيقاظي من النوم، لدرجة أني لا أستطيع أن أكلم أحدا قبل أن أقوم بتفريش أسناني، فهي تخف قليلا بعد التفريش، وكذلك بعد تناول الطعام.

ولقد جربت حبوب الفلاجيل، صحيح أنها نفعتني، ولكنها في المقابل سببت لي بعض الأعراض السيئة.

أرجوكم أريد حلا يخلصني منها نهائيا قبل رمضان، فقد تعبت منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الرائحة الفموية لها أسباب متعددة، منها: موضعية فموية، ومنها: بسبب الأمراض الداخلية الجهازية كالرائحة الخلونية عند مرضى السكري، والرائحة الفموية المرافقة لبعض الأمراض الهضمية، أو الرائحة الفموية المرافقة لالتهابات البلعوم المزمن وباقي أمراض الجهاز التنفسي.

لذلك -أختي الكريمة-: يجب بداية تشخيص سبب الرائحة الفموية لمعرفة العلاج،
ونبدأ بالتشخيص من فحص الفم عند الطبيب المختص، وعلاج المشاكل المؤدية للرائحة الفموية، والتي يكون سببها فمويا مثل: النخور السنية، المسافات بين الأسنان وانحصار فضلات الطعام وتخمرها، الجيوب والالتهابات اللثوية، الأرحاء الثالثة المنحصرة، ضرس العقل الغير بازع كليا، بعض أمراض اللسان والنسيج الفموي كالفطور الفموية، تشققات اللسان حيث تندخل الجراثيم داخل هذه الشقوق وتتخمر وتصدر هذه الرائحة الغير مستحبة

وبعد علاج المشاكل الفموية الموجودة إذا استمرت الرائحة الفموية، فيجب التقصي عن السبب بالطريق الهضمي التنفسي عند الطبيب المختص وعلاجه.

واعلمي -أختي الفاضلة- أن التنظيف هو علاج موضعي مؤقت للرائحة الفموية دون تشخيص، وعلاج المسبب الرئيسي، كما أن استعمال المضامض الفموية المطهرة يقضي على الجراثيم الفموية لفترة وجيزة فقط.

وبالنسبة لحالتك فيجب عليك معرفة السبب هل هو فموي أو غيره، وإذا كان السبب فمويا سواء نخر سني، أو التهاب لثة متقدم، أو حشو قديم مكسور، أو التهابات فطرية فموية، فيجب عليك البدء بعلاج أي مشكلة مذكورة إن وجدت، ولا مانع من إزالة الحشو الذي تشكين منه، ووضع حشو مؤقت، ومراقبة الحالة لمدة أسبوع قبل وضع حشو دائم جديد.

وبالتأكيد إن الحل لا يكون بوضع تاج أو تركيبات على الأسنان، بل من الممكن أن يزيد المشكلة، ومن المهم معرفة المسبب بالفحص الدقيق لمعرفة العلاج الصحيح، وفي حال نفي السبب الفموي؛ فيجب عليك الفحص لمعرفة المسبب الآخر الذي قد يكون تنفسيا أو هضميا، وعلاجه عند الطبيب المختص.

كما يجب الحفاظ على العناية المستمرة للفم والأسنان، واستعمال المضامض الفموية لتجنب أي نخور سنية أو التهابات لثوية تكون مفاقمة للرائحة الفموية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً