الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لقد أصابني الإعجاب كثيراً بأستاذي وأخشى من تدمير حياتي

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، مرحلة ثانية، أعجبت بأستاذي في الكلية من الرحلة الأولى، علماً أني ﻻ أحادثه ولا أضحك معه، ولا أتودد إليه بالكلام، ولكني عندما أرجع إلى البيت ينقلب حالي رأساً على عقب، وينشغل عقلي بالتفكير به كثيراً، حتى إن الحال وصلت إلى تدني مستواي العلمي، ونسياني المتواصل للأشياء، ودخولي إلى عالم الخيال الذي أراه سيدمرني!

أنا كنت رافضة فكرة الإعجاب والحب، وعندما حدث لي هذا صرت ألوم نفسي كثيراً وأتعذب، وفي داخلي صراع شديد أحسه سيدمرني، وبالفعل أنا في حال يرثى لها، فأنا أخاف أن يغضب علي ربي بسبب هذا الفعل.

كذلك أخشى أن أخون ثقة أهلي بي، علماً أني لا أختلط مع الجنس الآخر كثيراً في الكلية، والحمد لله، محافظة على نفسي، وهذا يجعلني ألوم نفسي أكثر، فأنا أنام وآكل وأشرب وأفكر بهذا الأستاذ!

لقد تعبت وتعبت، ولكني لا أستطيع محادثته، وخوفي الشديد أن أفعل شيئاً حراماً بتفكري به بهذه الطريقة، وأخاف أن أنال به غضب ربي، وأخون به ثقة أهلي.

أرجوكم ساعدوني، هل ما أفعله حرام؟ وكيف أتخلص منه؟ بالرغم من أني جربت كثيراً، وسجدت باكية لرب السماء، لكن لم يكن هناك أي جدوى، حالتي نفسها لم تتغير، حتى إني بدأت أراه في أحلامي وعقلي، فأتعبني التفكير كثيراً، وقل نشاطي بسبب انشغالي بالتفكير بهذا الاستاذ، وخلودي إلى عالم الخيال الذي أرهقني كثيراً.

هذا الأستاذ مؤدب كثيراً، ولا ينظر إلى البنات، وهذا ما زاد إعجابي به، وأحاول كثيراً أن أجد به عيباً لكن من دون جدوى، بل في كل مرة تنكشف فيه صفة حسنة أجمل من سابقتها!

الإجابــة

سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما وقعت فيه يعتبر مخالفة شرعية، لقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)، فإن الإعجاب بالشخص لا يكون إلا بعد تدقيق النظر فيه، والتأمل فيه كثيراً.

تجاوزت مرحلة الإعجاب إلى العشق والهيام فيه، فأنت محتاجة للتوبة والرجوع إلى الله، والتوقف عن النظر إليه بشهوة وإعجاب؛ ليغفر لك ما صدر منك.

بخصوص مشكلتك أنصحك بالآتي:
- إن أمكن بطريقة غير مباشرة أن يقنع الشخص بالزواج منك فهذا هو العلاج الأمثل للمشكلة، وذلك مثلاً باختيار امرأة موثوقة عندك، تستوضح حاله، وهل له رغبة في الزواج، فإن وجدت ذلك منه فيمكن بواسطة محارمه أن تتولى إقناعه بالبحث له عن زوجة، ثم تعرض بك عندهم، وتصفك لهم دون أن تذكر هيامك به، فإن وافق فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

- إن كان لا يرغب بالزواج ولا يفكر فيه، فما أمامك إلا قطع التفكير فيه، والالتجاء إلى الله بإخراجه من قلبك، والانشغال بعمل آخر يقطع عنك التفكير فيه، من الذكر والتسبيح والاستغفار والقراءة وغيرها.

وللفائدة راجعي هذه الاستشارات المرتبطة: (266799 - 264821 - 277689 - 277574 - 230305).

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك مما فيك، وأن يجعل لك فرجاً ومخرجاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً