الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن وقتي ضاع ولم أحقق أحلامي.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

عمري ٢٢ عاما، ولم أحقق أي حلم من أحلامي، وأنا محطم، أحس بأني لم أستغل السنوات التي مضت بتحقيق أحلامي، وهذا يحطمني من الداخل، ماذا أفعل؟

علما أني بدأت فعليا بتحقيق أحلامي الآن، ولكني أتحسر وأقول: لو بدأت بالفعل قبل عدة سنوات لكنت حققت أحلامي وأنا صغير، فوالله إني مدمر نفسيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك وحياتك، أعانك الله وخفف عنك.

هذا الذي كتبت لهو خير دليل على أن "لو" تفتح عمل الشيطان، ،كما يقول الحديث، فإن كثيرا من الناس لا يشعرون بأنهم قد حققوا طموحاتهم وآمالهم، ويمرّ بعض الوقت، وهم يفكرون فيما أنهم لو فعلوا كذا لكان أفضل، ولو عملوا كذا لكان يستحسن.... وهكذا تمرّ الأيام وهم في حالة لو ولو...

ولذلك لا بد من كسر الحلقة المعيبة، أو الفارغة هذه، والخروج من "لو" الماضي إلى الحاضر والمستقبل، الحاضر، بمعنى ما هي الظروف والإمكانات المتاحة والمتوفرة لك، والمستقبل، بمعنى ما هي الأمور والطموحات التي ترغب بتحقيقها؟

اختر واحدا، نعم واحدا فقط من هذه الأهداف والطموحات، وركز عليه لتنجزه، أو تنجز بعضه أو معظمه، ومع الوقت ستجد نفسك أقدر على تنفيذ طموحاتك الكبيرة، والتي تبدو الآن وكأنها مستحيلة، ومع مرور الوقت أيضا ستستجد لك أهداف جديدة لا تفكر بها، وحتى أنها لم تخطر في بالك.

وكما يقول المثل الأجنبي "لا ينفع البكاء على حليب قد سكب" وانتهى أمره، إلا أن التحدي ما هو الذي أنت فاعله اليوم وغدا؟! أمامك طريقان، الأول أن تحاول الخروج بنفسك فقط، عن طريق تحفيز نفسك، ومن ثم وضع هدف واحد، مهما كان صغيرا، وتسعى لتحقيقه.

والثاني أن تستعين بأحد تثق به، كأن يكون صديقا، أو زميلا، أو قريبا داخل الأسرة، أو خارجها، فأحيانا مجرد الحديث مع شخص آخر يكون له دفع قوي نحو تغيير المسار، والمساعدة في رؤية وضعك من منظور آخر جديد، وتذكر أنك ما تزال في هذا العمر من الشباب، وهو سنّ الإنجازات والطموحات.

أعد ترتيب برنامج اليومي من الالتزام بالعبادات، وخاصة الصلاة على وقتها، وكذلك نظام التغذية الصحية، والنوم المناسب، ولا تنس الرياضة فهي مضادة للاكتئاب، ومعينة على تجديد الهمة والطاقة، وتنفيذ الأحلام والأهداف.

وفقك الله ويسّر لك الخير والفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً