الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكننا مراقبة الأطفال وحمايتهم من خطر اليوتيوب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفل ممسك بجهازٍ في مكان بمفرده، كان يشاهد شيئًا لا أعرف ما هو؟ فما كان منه حين رآني إلا أن رفع جهازه إليه كردة فعل، حتى لا أُبصر ما يشاهده، ثم جلست بجانبه وطلبت الجهاز منه، وقلت له: أريد رؤية تطبيق الصور، فأبى أن يعطيني إياه، وحاول أن يلهيني عن أخذ الجهاز، وبعد فترة بسيطة أعطاني إياه لكي أنظفه، واكتشفت أنه كان يشاهد مقطعا قصيرا كرتونيا مخلا -صور ثابتة-، مع العلم أنه لم يبحث عن طريق محرك البحث، بل كان من ضمن الفيديوهات الظاهرة في اليوتيوب.

لم أكلمه في الموضوع، ولم أعطه الجهاز، ولم ألمح له عن أي شيء.

أخي الصغير عمره 11 سنة، لا نستطيع منعه من الجهاز، فهو مصدر تسليته الوحيد، فما هي الطريقة المُثلى لمراقبته دون أن يشعر؟ لا نريد لثقته أن تتزعزع، ونحن نعلم علم اليقين أن أخانا لا يبحث عن مثل هذه الأشياء السيئة.

نريد حلًّا عاجلًا ليس كلامًا وحسب، إنما خطوات فعالة دينية وسلوكية ونفسية، نتبعها لتفادي هذه المشكلة المؤرقة.

أفيدونا أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال، وهو علاقة الصغار والشباب مع الأدوات الإلكترونية المختلفة، و-إن شاء الله- معظم حلولنا عملية، وإن كانت تبدو أحيانا نظرية، إلا أنها تبقى مهمة السائل تحقيقها في الواقع العملي.

مع الأسف فإن أبنائنا معرضين لبعض المقاطع والمشاهد غير المرغوبة، وبغير إرادة منهم، وكما حصل مع أخيك الصغير، فيكون الطفل على النت يبحث في أمر فيخرج أمامه ما هب ودبّ من المواقع والصور، ولا شك أن أفضل رقيب هو الرقيب الداخلي، رقيب الضمير، الذي علينا أن نعززه ونقويه عند أبنائنا من خلال القدوة الحسنة والتربية الحسن، والصحبة والمعايشة الطيبة.

ولكن لا مانع أن تقترن الرقابة الذاتية الداخلية بالرقابة الخارجية، ويمكنكم فعل هذا عمليا من خلال عدة إجراءات، ومنها على سبيل المثال:

- وضع برنامج خاص يوقف فتح المواقع غير المناسبة، وهي متوفرة في السوق ويعرفها بائع أدوات الكمبيوتر، ومنها أنواع متعددة.

- هناك برامج خاصة لا تسمح للطفل أو الشاب المراهق تنزيل أي برنامج دون أن تصل نسخة منه لولي الأمر، أو حتى موافقة ولي الأمر على الطلب.

- وضع اللاب توب أو الكمبيوتر في غرفة الجلوس مع الأسرة، فلا يختلي بنفسه قدر الإمكان، أو استعماله فقط بوجود أحد أفراد الأسرة.

- إذا كان يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي على ما فيها مما يثير، فهناك طرق متعددة لمنع هذه المشاهد.

- قدر الإمكان ألا يستعمل اللاب توب مثلا أو الجوال في السرير أو في مكان خاص.

وبعد هذه الإجراءات العملية، نعود لموضوع المعايشة، وخاصة تقوية الصلة بين هذا الطفل ووالده أو إخوانه الأكبر سنا، وبحيث دوما هناك فرصة للحديث المباشر معه، وتعزيز الهوية والأخلاق الإسلامية، وفتح المجال له للحديث فيما يشغله أو يريد أن يستفسر عنه.

أرجو أن يكون في هذا ما يفيد، وأدعوه تعالى أن يحفظ هذا الأخ وكامل الأسرة من كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً