الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لدواء (باروكستين) أعراض خطيرة ومؤثرة؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من بعض المشاكل، وذهبت إلى دكتور نفسي وشخص حالتي بأن لدي قلقا وأعراض اكتئاب، ووصف لي دواء باروكسات 20 نصف حبة في الأسبوع الأول، وبعدها حبة كاملة إلى أن أكمل شهرا وأقوم بمراجعته.

سؤالي: هل للدواء أعراض خطيرة ومؤثرة؟ لأنني لم أبدأ بالعلاج إلا اليوم، وأشعر بدوخة خفيفة وغثيان؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدواء الذي وُصف لك من الأدوية المعروفة جدًّا، ويُسمَّى علميًا (باروكستين)، وهو من الأدوية المجرَّبة، ويُعتبر علاجًا ممتازًا جدًّا لعلاج القلق والاكتئاب والوساوس وكذلك المخاوف، وكُلُّ حالة تُعطى لها جرعة معينة، مثلاً القلق يحتاج لجرعة صغيرة، والوساوس تحتاج إلى جرعات كبيرة، وهذا الدواء تبدأ جرعته من عشرة مليجراما حتى ستين مليجرامًا في اليوم.

أخي الكريم: منهج الطبيب منهج صحيح، توكل على الله، وابدأ في تناول الدواء كما ذكره لك الطبيب.

بالنسبة للآثار الجانبية: هذا الدواء ليس له آثار جانبية خطيرة أبدًا، من آثاره الجانبية المعروفة هو أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الشهية للطعام، هذا قد يحدث، خاصة الناس الذين لديهم استعداد للسمنة، فيا أخي: إن حدث لك شيء من هذا – أي زيادة شهيتك نحو الطعام – أرجو أن تتجنب الأطعمة التي تحتوي على درجة عالية من النشويات والسكريات، وذلك حتى لا يزيد وزنك بصورة غير مقبولة.

الأثر الجانبي الثاني لهذا الدواء أنه في بعض الأحيان يؤدي إلى تأخير القذف المنوي لدى الرجال عند المعاشرة الزوجية، لكن الدواء لا يؤثِّر على ذكورية الرجل أو على صحته الإنجابية، وهذه الخاصية – أي خاصية تأخير القذف يُساعد الدواء كثيرًا للذين لديهم سرعة في القذف كما لدى بعض الأشخاص القلقين -.

إذًا – أخي الكريم – الدواء دواء سليم، دواء فاعل، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ولا تستعجل النتائج؛ لأن البناء الكيميائي للدواء يحتاج لأسبوعين إلى ثلاثة، يعني: لن تحسَّ بفائدة حقيقية من تناوله إلا بعد أن تستمر عليه هذه المدة، وأنصحك – أخي الكريم – أن تتناول الدواء ليلاً وبعد الأكل، هذا أفضل.

بالنسبة لشعورك بالدوخة الخفيفة والغثيان: هذا ربما يكون مرتبطًا بالقلق أو بالإجهاد النفسي مثلاً، أنا أنصح أن تُجري فحوصات عامة روتينية، تتأكد من مستوى قوة الدم لديك، ومستوى السكر، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، ووظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكلى والكبد، هذا لمجرد التأكيد الطبي، -إن شاء الله تعالى- تكونُ كلها سليمة.

وإن استمرتْ معك هذه الأعراض بعد استشارة طبيبك هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (جنبريد)، واسمه العلمي (سلبرايد) معروف جدًّا هذا الدواء في المملكة العربية السعودية، والجنبريد منتج سعودي ممتاز جدًّا، وتناوله دائمًا يكون كبسولة واحدة في مثل هذه الحالات، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، يتم تناولها يوميًا لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، وذلك طبعًا بجانب الباروكستين أو الباروكسات – كما في حالتك -.

أخي الكريم: رتِّب نفسك، كن إيجابيًا في تفكيرك، خذ قسطًا كافيًا من الراحة، عليك بالغذاء المتوازن، عليك بالنوم الليلي المبكر، الرياضة، التواصل الاجتماعي، الحرص على صلواتك في وقتها... هذا كله يدفعك دفعًا إيجابيًا ويُساعد -إن شاء الله تعالى- في إزالة هذا الاكتئاب الذي تعاني منه، وكذلك القلق.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هولندا شكر

    أسأل الله الحي القيوم أن يجزيكم احسن الجزاء في الدنيا والاخرة
    إن ربي لطيف لما يشاء أنه هو العليم الحكيم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً