الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضمور الثدي واضطراب الدورة الشهرية، فهل هناك علاج جذري؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 18 سنة، بلغت في عمر 15 سنة، والدورة الشهرية غير منتظمة إلى الآن، وأعاني من عدم ظهور الثدي نهائيا، وقد عانيت من قبل من تكيس المبايض، وأجريت فحصا هرمونيا منذ عامين، وقد تبين أن الهرمون طبيعي.

مؤخرا أصبحت أعاني من ألم شديد من الدورة الشهرية، وظهور شعر زائد سريع النمو على جسمي، مع عدم نمو الثدي، فهل هذا بسبب ارتفاع هرمون الذكورة؟ وهل يوجد علاج لمشكلة الثدي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حجم الثدي يتبع الوراثة، وهو يصل إلى الحجم النهائي بعد حدوث البلوغ، وهنا يكون قد وصل لديك إلى الحجم النهائي، وتؤثر مستوى الهرمونات والعوامل الوراثية ونوعية الغذاء والفيتامين والعوامل البيئية من التعب الجسماني والنفسي واﻵثار الجراحية وبعض الرياضات المجهدة، تؤثر على نمو الثدي والجسم عموما.

يتكون نسيج الثدي من برعم من الخلايا الصغيرة جدا التي تسمى برعم الثدي، تبدأ بالظهور بعد أو قبل نزول الدورة الشهرية لدى الفتاة بحوالي سنة في أغلب الحاﻻت، يظهر مرتفع صغير ومؤلم قليلا تحت الهالة والحلمة، ويبدأ بالكبر والتطور التدريجي، وعند الشعور بضمور الثدي أو عدم نمو طبيعي للثدي، فيجب في تلك الحالة التمييز بدقة شديدة بين حاﻻت النمو، هناك حاﻻت يكون النسيج موجودا ولكن يفشل بالنمو والتطور، وتكونة الهالة موجودة وبارزة، ولكن يحدث تشوه في براعم الصدر التي تكون الثدي، ويكون ذلك سبب من أسباب صغر حجم الثدي، أما في حال عدم تشكل برعم الثدي من الأساس، ﻻ يكون هناك أثر للثدي، تكون الحلمة والهالة موجودة، وهناك حاﻻت يغيب فيها كل شيء، البروز والهالة والحلمة، وتعتبر من التشوهات الخلقية، وتكون أسبابها معروفة تنتقل بالوراثة، وقد تكون الأم أو الأخت أو الخالة أو العمة أو الجدة كلهن ﻻ يشكين من صغر الثدي، إﻻ أنه يمكن أن تكون وراثة بعيدة جدا، قديكون السبب هرموني أيضا.

وطالما أن دورتك قد نزلت، والبلوغ قد حدث، فمعنى ذلك ليس لتأثير الهرمونات وعدم انتظام الدورة دورا في صغر حجم الثدي عندك، وحتى وإن كانت الدورة الشهرية غير منتظمة بعدالبلوغ، فإن النقص لن يكون في هرمون اأستروجين، وهو الهرمون المسؤول عن نمو نسيج الثدي، بل يكون بسبب عدم حدوث الإباضة، وعدم الإباضة يحدث عند غالبية الفتيات بعد البلوغ بما فيهن ذوات الثدي الكبير.

بالنسبة لعدم انتظام الدورة: هناك أسباب كثيرة، منها: تقلبات المزاج، وحدوث توتر نفسي، تناول أطعمة غير صحية كتناول الغذاء الغني بالدهون، الزيادة المفرطة في الوزن أو النقصان الشديد، تكيس المبايض، خلل هرموني كارتفاع هرمون الذكورة.

ﻻ بد من تنظيم الدورة؛ لأن إهمال عدم الانتظام يعرض بطانة الرحم للتضخم والسماكة، ويجب البحث عن سبب عدم اﻻنتظام، وعمل تحاليل هرمونية ثاني يوم للدورة، وإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية للرحم والمبيضين، تصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص أورام النخامة، وﻻ بد من معالجة سبب عدم اﻻنتظام، سواء كان هرمونيا أو تكيس بالمبايض، كذلك علاج سوء التغذية، أو أمراض الغدة الدرقية ، أو أورام الغدة النخامية.

عليك الشعور بالرضا من ناحية حجم الثدي، فهي مشكلة وراثية، وحتى لو استخدمت علاجا لتنظيم الدورة، فليس من المتوقع أن يزداد حجم الثدي عندك، ولو حدث وﻻحظت بعض الزيادة في الحجم، فإنها ستكون عابرة ومؤقتة، نتيجة حبس الماء في الجسم، وسيعود الحجم بعد إيقاف المنظم، وعليك بقبول ذلك، وانظري إلى الصفات الجميلة اأخرى، وكذلك كثير من النساء ذوات حجم صغير للثدي، قادرات على الإرضاع، وعليك بمراجعة طبيبة أخصائية لأمراض النساء والتوليد، لمتابعة تنظيم الدورة لديك، وطلب تحاليل هرمونية، وتصوير بالأمواج فوق الصوتية للرحم والمبيضين.

شافاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً