الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طالب جامعي وقلق من المستقبل!

السؤال

السلام عليكم

إخواني في الموقع الهادف إسلام ويب الذي أعتبره الملاذ لكل مشكلة تصادفني -والحمد لله- أجد الحل دائما عندكم. أنا -الحمد لله- في كلية حقوق (قانون) شعبة اللغة الإنجليزية.

مشكلتي هي أني أخاف وأقلق من المستقبل أنا -الحمد لله- انتهيت من الفرقة الثالثة الجامعية، وفي العام الدراسي القادم سأذهب إلى الفرقة الرابعة، والمشكلة هنا هي أني أقلق من المستقبل القادم، وماذا سأفعل بعدما أنتهي؟ وتأتيني أعراض وهي: سرعة نبضات قلبي، وتعرق وتوتر وقلق، وأشعر بأن نفسي مسدودة، وأكون جائعا، ولكن مع هذه الأعراض لا أستطيع الأكل، وأيضا هذه الأعراض تأتيني عندما أتذكر انتهائي من الفرقة الرابعة، والتخرج، ولا أعلم هل سأري أصدقائي، وأجلس معهم ونتحدث كما كنا نفعل أيام الكلية أم لا!

ولا أعلم أيضا ماذا سأفعل في الدنيا بعد المرحلة الجامعية، وكيف سأتواصل مع أصدقائي؟ فأنا في الحقيقة لا أريد مرحلة الجامعة أن تنتهي، وأريد أن أبقي فيها مع أصدقائي ففي الجامعة نعيش أسعد أوقاتنا، وكان لها طعم خاص نتمنى أن الوقت يثبت عندها ولا ينتهي.

أيضا الأعراض التي سبق وذكرتها تأتيني عندما تأتي الامتحانات، حيث أتوتر وأقلق جدا والخوف من النتيجة، لو سمحتم أريد منكم إرشادي ماذا أفعل؟ فالقلق والتوتر الخوف من المستقبل يؤرقني عندما أتذكر ميعاد تخرجي، ولا أدري ماذا أفعل؟ هل هذه مشكلة عامة أم خاصة؟

منتظر ردكم في أقرب وقت، وأعتذر إذا أطلت عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وخفف الله عنك بعض هذا القلق.

نعم أيام الجامعة يمكن أن تكون من ألذّ أيام حياة الشاب، إلا أنه يقال أحبب من شِئْتَ فإنك مفارقه، ويقال أيضا بقاءُ الحالِ من المحال.

واضح من الأعراض التي وردت في سؤالك أنك تعاني من القلق من المستقبل مع بعض الأعراض الجسدية لهذا القلق، كتسرع ضربات القلب والتعرق... والتي يمكن أن تكون من نوع نوبات الهلع المرافق عادة للقلق.

ولكن يبدو أنك مبالغ قليلا في التغيير الذي سيحدث في حياتك، فمثلاً: ما الذي يمنعك من الاجتماع مع بعض أصحابك بعد التخرج والجلوس والدردشة؟ وفي الحقيقة معظم أصدقاء الإنسان في كثير من الأحيان هم الشباب الذين تعرف عليهم في المرحلة الجامعية، ويمكنك أن تتعاهد مع أصدقائك على استمرار التواصل واللقاء بعد التخرج، ولحدّ ما، حيث هناك أمور ومشاغل كثيرة ستعترض طريقكم.

أما قلقك من العمل الذي ستعمل به بعد التخرج من القانون، فهذا قلق في محله؛ لأن أزمة الوظائف والأعمال مشكلة قائمة، وأنا لا أريد أن أرسم لك صورة وردية خيالية، ومن هنا تأتي أهمية معدلات التخرج، فعالم الوظائف ولحدّ كبير عالم تنافسيّ لا بد فيه من المعدلات العالية.

وأنصحك أيضا أن تتواصل ومنذ الآن مع بعض مكاتب المحاماة والدوائر الرسمية؛ للبحث في فرص العمل سواء الرسمي أو الخاص؛ فلعل هذا يخفف شيئا من القلق الذي تشعر به.

وكذلك يفيد الحديث مع المرشد النفسي أو المهني في جامعتك؛ فهذا هو مجال عمل المرشد النفسي أو الأكاديمي.

ويفيدك أيضا الحديث الصريح مع أصدقائك في كل هذه المواضيع، وخاصة مخططاتهم عن العمل بعد التخرج.

وأخيراً عندك محيط كبير للمعلومات من خلال شبكة الانترنت، فعليك بالسباحة فيها.

وفقك الله ويسّر لك النجاح والتفوق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً