الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم النوم ليلا، فما العلاج المناسب لاضطرابات النوم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري 30 سنة، منذ 10 سنوات لا أنام إلا نهارا، ولا أجد نوم الليل، راجعت طبيبا في مسألة اضطرابات النوم، فوصف لي ميلاتونين، حبة الساعة التاسعة، ولمدة أسبوعين، فصرت أنام الساعة 12 أو 1 صباحا، وبعد ذلك طلب مني أن أستمر على العلاج لمدة شهرين، مع إضافة نصف حبة موتيفال لمدة شهر، لأنني كنت أقلق ساعتين خلال النوم يوميا.

في يوم أخذت الميلاتونين الفجر بدل الساعة التاسعة بسبب ظروف معينة، ومن حينها فقد مفعوله، وعدت إلى سابق عهدي لا أنام إلا صباحا.

طلب مني الطبيب أن أغير موعد أخذ الدواء من التاسعة إلى السابعة لمدة ثلاثة أيام، وفعلت، ولكن دون جدوى، فطلب مني تغيير الدواء، ولم أفعل، لأنني أعرف أن الميلاتونين طبيعي، ولا ضرر منه -إن شاء الله-، ولم أكن مستعدة لتغييره، وأخذ المنومات والمهدئات.

هل ينفع أن أزيد في الجرعة، فآخذ حبتين بدل حبة واحدة؟ وما المدة المناسبة لأخذ حبتين؟ أم ماذا أفعل؟

شكرا، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اتضح من استشارتك فعلاً أنك تعانين من اضطراب النوم، وتعانين بالذات في اختلال مواعيد نومك، النوم الصحي والمفيد للجسم يكون بالليل، وأنت لا تنامين، وتنامين بالنهار، ولذلك وجب علاجك في عودتك إلى النوم ليلاً، فهو أكثر راحة للبدن والنفس معاً.

أما بخصوص ميلاتونين: فالميلاتونين هرمون تفرزه غدة صغيرة في المخ، ودورها الأساسي هو تنبيه المخ أو الإنسان للنوم، فهو الذي يضبط الساعة البيولوجية، وقد أثبتت الدراسات أنه يكون مرتفعاً في الليل، أي له علاقة بالظلام، الظلام يؤثر على هذه الغدة التي تفرز الميلاتونين الذي يحرك الساعة البيولوجية فينام الإنسان بالليل، ووضحت الدراسات أنه عادة لا يكون موجودا في النهار، تركيزه كله في الليل، إذاً له علاقة بالليل وتنظيم النوم ليلاً.

أما عن مدى فائدته: فعادة الميلاتونين يعطى ليلاً ولا يعطى نهاراً، وعادة يعطى لمدة أسبوعين كل مرة، ليس من الفائدة الاستمرار فيه أكثر من أسبوعين في المرة الواحدة، وزيادة الجرعة عادة لا تفيد فائدة كثيرة، فإذاً بالعكس، أثبتت الدراسات أن بعض الناس يأخذون جرعة أكبر من المعدل، ويحتاج إلى جرعة صغيرة، هي التي يجب أن يأخذها ليلاً قبل الموعد الذي يريد أن ينام فيه بساعتين أو ثلاثة، ولا يأخذه نهاراً، وجد أن أخذه في النهار طبعاً سيعمل على عدم انتظام الساعة البيولوجية، وله آثار جانبية أخرى مثل الاكتئاب، ووجدوا أحياناً أن المشكلة ليست فرز الملاتونين، بل أن هناك شخص ينام بالنهار ولا ينام بالليل، أن هناك إشارة خاطئة في جسم الإنسان وبالتالي فهو يفرز مادة الميلاتونين في النهار، وهنا العلاج المناسب هو العلاج بالضوء، تعطى بالنهار لتقليل فرز الميلاتونين بالنهار وتنظيم عودته للفرز ليلاً.

إذاً زيادة الملاتونين غير مفيدة، استعمال الميلاتونين لأكثر من أسبوعين في كل مرة غير مفيد، واستعمال العلاج الضوئي بالنهار قد يكون ذا فائدة، أنصحك بالرجوع إلى طبيبك طالما هو مختص بأمراض النوم، وإنني على ثقة بأنه سوف يجرب معك علاجا آخر، أو طريقة أخرى لتنظيم نومك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً