الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج النفسي يعجزني عن التعبير عما في نفسي، فما الحل؟

السؤال

ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ.

أصبت ﺑﻤﺮﺽ ﻓﺼﺎﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻜﺴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ، وﻏﻴﺮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺟﺪﻳﺪ.

ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ أﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﺘﻈﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ أكون عاجزا عن الإفصاح عما في نفسي، والتحدث عنه بصورة جيدة، ويكون ذهني خاليا من الأفكار، وأفقد التعبير، وأﻳﻀﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﺛﻘﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺟﺪﺍ، ﻓﻼ أﺳﺘﻄﻴﻊ الكلام أمام الناس، أو إبداء الرأي، حيث أشعر بخوف شديد، وينبض قلبي سريعا، وكذلك تضعف ثقتي بنفسي في الحياة العملية، فقد انطبع في ذهني أني لا يمكن أن أتعلم مهنة أو صنعة، وكذلك يسيطر علي الكسل.

أﺭﻳﺪ ﺣﻼ ﻟﻤﺸﻜﻠﺘﻲ، فهل هي طبيعية؟ أم أن أدوية الذهان مثل risperidone3mg و sodium valproate 500mg هي السبب؟ أﻡ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻔﺼﺎﻡ؟

ﻋﻠﻤﺎ ﺑأﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻋﺮﺍﺽ أﻛﻮﻥ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ لبقا فصيحا، واثقا من نفسي، نشطا.

قرأت عن الدوبامين وأن له أثرا في النشاط واللباقة والثقة بالنفس، وأنه يفرز بكثرة عند مريض الفصام، والعلاجات تقوم بتثبيط مستقبلات الدوبامين، فهل هذا هو السبب؟ وقد قال لي الأطباء أن مرضي مزمن، ولا يجب التوقف عن العلاجات، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعرف مَن الذي شخَّص مرضك بأنك مصاب بمرض فصام الشخصية، وحتى قبل ثماني سنوات هل أنت وصلتَ لهذا التشخيص بعد قراءاتٍ متعددة؟ أم شخَّصك طبيب؟

الشيء الآخر: نحن نقول (مرض الفصام) وليس (فصام الشخصية)، كان يُسمى في السابق خطأً (انفصام الشخصية) ولكن الاسم الصحيح هو (فصام الشخصية).

الشيء الثالث: بعد قراءتي لاستشارتك وكلامك عن الانتظام في العلاج الذي يؤثِّر على قدرتك في التحدُّث وثقتك بنفسك، فهذا لا يتماشى مع مريض الفصام، بالعكس مريض الفصام يتحسَّن عند تعاطي العلاج، وقد تكونُ هناك ما يُعرف بأعراض الفصام السلبية، حيث يكون الشخص قليل الكلام، قليل الحركة، قليل الدافعية، ويتحسَّن هذا مع العلاج، وليس العلاج يؤدي إلى الكسل، أو عندما يتناوله الإنسان تحصل له مشكلة.

عندي ظنّ بأنك تكون تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، لأن فيما ذكرت من أعراض - ومن خلال ما وصفت - تشابه لاضطراب وجداني ثنائي القطبية، والمريض الذي يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية عندما تأتيه نوبة الهوس - أو الزهو - تكون عنده ثقة كبيرة بالنفس، ويتحدَّث بجرأةٍ وطلاقة، وأنا شخصيًا عالجتُ مريضًا عندما يكون في نوبة هوس وزهو يستطيع أن يؤلِّف شعرًا، وعندما يرجع إلى طبيعته تختفي هذه الملَكة، وعندما يكونُ الإنسان مكتئبًا - والاكتئاب ثنائي القطبية عندما يكون الشخص في حالة هوس أو زهو - لا يستطيع أن يكتب ولا يكون عنده مزاجا لفعل شيءٍ.

قد يكون هذا تفسيرًا لحالتك، وهذا يتماشى مع الأدوية التي تستعملها، فالـ (sodium valproate 500mg) هو مثبت للمزاج، وليس مضادًا للذهان، ويُعطى في الاضطرابات الوجدانية. أما الـ (risperidone3mg) فنعم هو مضاد للذهان، ولكنّه أحيانًا أيضًا يُعطى لمرض الاضطراب الوجداني.

الأخ الكريم: أرى أن تقابل طبيبا نفسيا آخر، لأنه في مثل حالتك لا تنفع الاستشارة النظرية، تحتاج إلى طبيب نفسي يقوم بدراسة تاريخك المرضي دراسة وافية ومستفيضة، ومن ثمَّ إجراء فحص للحالة العقلية من خلال المقابلة الشخصية المباشرة، وسوف يصل إلى التشخيص السليم، وإعطاء العلاج السليم والصحيح والمفيد -بإذن الله تعالى-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً