الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضربات قلبي سريعة ومؤلمة، فما هو علاج حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة، عمري 31 سنة، غير متزوجة، لدي مشكلة أعاني منها منذ سنوات، وهي ضربات قلب غريبة، وقد كتبت استشارة سابقة بهذا الخصوص، ليس لدي وسواس في العادة، والأمر بدأ معي بشكل فجائي، حيث أنني أشعر أحيانا بأن نبض قلبي قوي جدا، وبين كل نبضتين نبضة ثالثة هابطة.

مؤخرا بدأت أشعر بألم في صدري، وأصبح أشد من السابق، وأحيانا يكون في الجهة اليمنى، علما بأنني عانيت من الجيوب الأنفية قرابة 23 عاما، ولا زلت أعاني منها حتى الآن، وآخذ العلاجات كالبخاخات وحبوب التحسس منذ 23 عاما، حيث كان تنفسي فيها سيئا، وأصبحت ألاحظ في آخر 6 سنوات أنني لا أحتمل رائحة السجائر، ولدينا في منزلنا مدخنين، وعلى الرغم من حالتي الصحية، يتم التدخين في المنزل دون اكتراث حتى الآن، وبسبب حالتي الصحية تفاقم الأمر بشكل كبير، حيث أنني إذا شممت رائحة السجائر أشعر بوخز شديد في صدري من الجهة اليسرى، وتسارع مؤلم في قلبي، وحرقان مزعج في المريء والمعدة، بالإضافة إلى شعور بثقل في بطني من الأسفل، وظهرت مؤخرا مشاكل في الخصوبة، على الرغم من عدم وجود أي سبب مرضي أو وراثي.

الآن لا أعلم ماذا أفعل؟ لا أستطيع النوم بشكل متواصل منذ 13 عاما، حيث أنام ساعتين فقط، وإذا نمت أكثر يكون نومي متقطعا للغاية؛ لأنني أستيقظ بسبب ما ينتابني من ضيق في التنفس، وأشعر بتعب في القلب، إضافة إلى شعور بحرارة شديدة في القدمين، على الرغم من أنني أجريت فحوصات للغدة الدرقية والسكر، وكلها كانت طبيعية، كما أعاني من سيلان وبلغم مخاطي من الأنف إلى الحلق، وجربت كل أنواع العلاجات الممكنة، ولا فائدة نهائيا.

حاليا أشعر بأنني أعاني من مشكلة قلبية حقيقية، حيث أن نبض قلبي لا يزال عاليا فوق 115، ودائما مرهقة ومتعبة، ولا أقوى على العمل بشكل طبيعي، فما سبب آلام الصدر، وضربات القلب القوية، والضيق والأرق الشديد الذي أعاني منه؟ وما الحل؟
أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحتاج إلى مساعدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وعلى إثرائك لهذا الموقع برسائلك.

أيتها الفاضلة الكريمة: ضربات القلب الغريبة أتفق معك أنها مزعجة جدًّا لصحابها، ومعظم هذه الضربات الغريبة التي -كما تفضلتِ- تكون قوية، وبعد نبضتين أو ثلاثة تسقط النبضة التالية، هذه تُسمى بالخوارج القلبية، وهي في معظم الأحيان ظاهرة فسيولوجية، أي أنها ليست مرضية، متعلقة بكهرباء القلب لكنَّ الأمر طبيعي جدًّا، ومن أسبابها الحميدة: القلق النفسي، التوترات، الإكثار من تناول الكافيين، وهو قطعًا موجود -كما تعلمين- في الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، وحتى الـ (اكسترا بنادول Panadol Extra) الذي يتناوله بعض الناس بكثرة فيه كمية كبيرة من الكافيين، والإجهاد الجسدي والنفسي أيضًا قد يؤدي إلى هذه الخوارج القلبية.

عمومًا هذا الأمر يُحسم من خلال إجراء فحص يُسمى (هولتر)، وهذا الفحص فحص بسيط جدًّا، إذا ذهبتِ إلى أي طبيب مختص في أمراض القلب سوف يقوم بإجراء هذا الفحص، والذي يقوم برصد كل نبضات القلب لمدة أربعٍ وعشرين ساعة، بعد ذلك يقوم المختص بتحليلها، ويعطيك -إن شاء الله تعالى- النتيجة، وغالبًا سوف يكون الأمر كله يتعلق بالخوارج القلبية الحميدة.

هذه -أيتها الفاضلة الكريمة- هي الطريقة الحاسمة جدًّا للتعامل مع هذا الموضوع. وفي ذات الوقت أنصحك بأن لا تُكثري من تناول الكافيين - إن كنتِ من المُكثرين - وأريدك أيضًا أن تتدربي على تمارين استرخائية بانتظام، هذه مفيدة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطبقي الإرشادات التي أسدينها فيها.

بالنسبة لموضوع الحساسية التي تعانين منها: قطعًا التدخين مُزعج أتفق معك، وقد وُجد أن بعض الناس لديهم حساسية ضد النيكوتين ويظهر أنك أحدهم، فأرجو من الآخرين أن يُقدِّروا شعورك، ويمكن أن تقومي بحملة لطيفة داخل الأسرة لمحاربة التدخين، كوضع لاصق (استكر) "ممنوع التدخين"، "التدخين ضار جدًّا بالصحة"، "لا ضرر ولا ضرار"، "التدخين يؤدي إلى سرطان الرئة"، وإقناع الآخرين من ذويك بضرر التدخين ومشاكل التدخين، ولماذا لا تكون أسرتنا نظيفة من هذه الآفة - وهكذا - أعتقد أن ذلك سيكون أمرًا جيدًا بالنسبة لك ومفيدًا لهم أيضًا.

بالنسبة لآلام الصدر: أراها ليست قلبية المنشأ، لا علاقة لها بالقلب، هي انقباضات عضلية ناتجة من حالة التوتر والقلق التي تعانين منها، وهذه الظاهرة واضحة جدًّا.

بالنسبة لضربات القلب: أوضحتُ لك أسبابها، والضيق هو أيضًا ناتج من التوتر النفسي الذي يؤدي إلى توتر عضلي، وعضلات الصدر أكثر تأثُّرًا من غيرها، لذا نجد دائمًا تحصل هذه الكتمة أو القبضة العضلية الناتجة والتي تؤثِّر على القفص الصدري.

الأرق الشديد قطعًا سببه القلق، فأرجو أن تنظمي نومك من خلال تجنب نوم النهار، ومن خلال النوم الليلي المبكر، وممارسة تمارين الاسترخاء، والحرص على أذكار النوم، والتفكير الإيجابي، وبعد أن تتأكدي أن فحوصاتك كلها كاملة وجيدة وممتازة لا مانع أن تتناولي دواء بسيطًا مثل عقار (ريمارون/ميرتازبين) بجرعة 15 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، أعتقد أنه سيكون مفيدًا جدًّا لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً