الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أعاني من صعوبة النوم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل البدأ في سرد مشكلتي، أحب أن أشكر كل القائمين على هذا الصرح العظيم، الذين يقدمون نصحهم رغبة في رضى الله، فلكم كل احترامي وتقديري، سائلاً المولي -عز وجّل- أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري عشرون عاماً، طالب جامعي مصري، -وللأسف- غير مواظب على صلاتي، لا أصلي إلا صلاه الجمعة، أمارس العاده السرية، ولم أستطع التخلص من هذه المشكلة، ولكن الجميع يشهد لي بحسن الخلق، ويتمنون لو أن أبناءهم مثلي، ومثل حيائي، ورغم هذه العوائق فأنا صاحب شخصية مثالية -إلى حد ما-، ومسالمة للغاية، هذا السرد ليس للتكبر، والله أعلم بالنوايا، لكنني أحببت أن أعطي لكم جانباً من حالتي النفسية الخاصة عني وعن بيئتي.

منذ أسبوع أو أقل بقليل، بدأت أجد صعوبة في النوم، وأصبحت لا أنام إلا في الصباح الباكر جداً، ولا أعلم سبباً حقيقياً لذلك التغير، وسأحاول توخي الدقة في سرد طقوسي اليومية، فأنا لا أعمل، ولا أذهب للجامعة، لأنني أراها مضيعة للوقت، وتجمع للمُهرجين ليس إلا، ولا أذهب إليها إلا وقت الاختبارات، وكل اجتهادي في الأيام السابقة لفترة الامتحانات، حيث أنفرد في غرفتي، وأذاكر جيداً، وأحصل على نتائج جيدة -بفضل الله-.

في الآونة الاخيرة أصبحت حياتي تكراراً مملاً ليوم واحد، بداية من استيقاظي من النوم، حيث أذهب لجهاز الحاسوب، وأستمر بالجلوس عليه حتى موعد النوم، باسثناء إذا طلب مني والداي أي طلب أقضيه لهما، ثم أُكمل ما كنت أفعله، أو عند الموعد الأسبوعي للعب الكرة مع أصدقائي، والذي لا يتعدى الساعتين.

عندما أجلس على الحاسوب، لا أفعل أي شيء آخر، ولا أقوم للصلاة، لكنني عندما كنت ألجأ إلى سريري، كنت بالعادة أفتح هاتفي، وأبدأ في قراءة رواية على ضوء الهاتف حتى يغلبني النحاس، ويسقط الهاتف من يدي، ولا أدرك هذا إلا عند استيقاظي في اليوم التالي، ولم أكن أجد صعوبة في النوم، ولكنني أعاني منها حالياً، ولا أعلم ما السبب؟ هل بسبب وتيرتي اليومية المملة الراكدة، أم بسبب اعتيادي على ضوء الهاتف -كما تظن اُمي-، أم أن جسمي لم يعد يحتاج للراحة حالياً؟ أنا لا أعاني من مشاكل، أو ضغوط نفسية، ولا أرغب بأخذ أي دواء.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخ الكريم: من الأشياء المعروفة: أن الإنسان إذا بذل مجهودًا بدنيًا كبيرًا أثناء اليوم وتحرك بكثرة، فإنه يكون مُجهدًا ليلاً ويدخل في النوم في لحظاتٍ وسرعة شديدة، فالحركة والنشاط البدني مساعد جدًّا في النوم ليلاً، ولذلك تجد أن الشباب الذين يمارسون الرياضة بكثرة ويتحركون معظم اليوم، كذلك الأطفال ينامون بسرعة ولساعاتٍ طويلة، فعدم النشاط البدني عندك قد يكون سببًا في مشكلة النوم، أو قلة النوم ليلاً.

كذلك الانشغال الزائد بالحاسوب، وقضاء معظم الوقت أمام هذا الجهاز أيضًا قد يكون سببًا غير مباشر لأن يكون ذهنك وتفكيرك كله مرتبطاً بالحاسوب، ولذلك لا تستطيع أن تفصل هذا التفكير، وهذا الانشغال الزائد عندما تنام ليلاً، -والحمدُ لله- طالما ليس عندك مشاكل نفسية مثل القلق والتوتر -أو أي مشاكل حياتية أخرى- قد تكون عائقًا أو قد تكون سببًا في عدم النوم، فإنني أنصحك بالآتي:

- التوقف عن الجلوس أمام الحاسوب ليلاً لساعتين قبل النوم.

- ممارسة الرياضة يوميًا، خاصة رياضة المشي لمدة نصف ساعة.

- إطفاء الأنوار عند النوم.

- يجب أن تكون الغرفة غير باردة بردًا شديدًا أو حارَّة.

- حاول ألا تحمل معك أي من التفكير، أو المسائل التي كنت مشغولاً بها إلى الفراش.

- إذا لم تستطع النوم فلا تظل في الفراش تتقلَّب من جهة إلى أخرى، بل قم من فراشك وحاول أن تمارس شيئًا مُسلِّيًا مثل: الاستماع إلى برنامج تُحبه، أو قم بالضوء وصلِّ ركعتين خفيفتين، أو ما كنت تفعل في السابق بقراءة رواية أو قصة مسلية، والأحسن لو قرأت سورة الملك.

- الابتعاد عن شُرب المنبهات مثل: الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً.

- الابتعاد عن النوم بالنهار، لأن نوم النهار يمنع الإنسان أن ينام ليلاً، ونوم النهار غير كافٍ للجسم، ساعة نوم ليلاً تساوي ثلاث ساعاتٍ نهارًا، وثلاث ساعات بالنهار لا تعادل ساعة نوم ليلاً.

- احرص على أذكار النوم والاستيقاظ، وإذا استيقظت ولم تكتمل دورة النوم فقل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أستغفر الله وأتوب إليه)، وإذا قمت فتوضأت وصليت ركعتين قُبلت صلاتك، واستجيب لك دعاؤك.

- مارس الاسترخاء الجسدي قبل النوم مثل: الاسترخاء بالتنفس العميق، وأغمض عينيك لمدة عشر دقائق قبل النوم، وخذ نفسًا عميقًا عدة مرات عن طريق الأنف، ثم أخرجه من صدرك بقوة عن طريق الفم.

- حاول دائمًا وأنت على هذه الحالة أن تتخيل أنك تتحدث مع شخص تُحبه، وكرر هذا عدة مرات ليلاً.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً